شتاء بلا تدفئة..معاناةجديدة للسوريين

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ شهرين كان أبو عبدو من ريف دمشق ينتظر دوره في استلام مخصصاته من الوقود من أجل الشتاء، إلا أن ظروف البلاد التقليدية والنقص في كل المتطلبات والاحتياجات، جعلت أبو عبدو ينتظر للمزيد من الوقت، بينما يدق فصل الشتاء أبوابه ليزيد من معاناة الشعب السوري.

وعلى الرغم من وجود البطاقة الذكية، وهي البطاقة التي باتت شريك السوريين في كل مناحي الحياة، إلا أن المخصصات الشهرية للوقود لم تأتِ بعد ولم تكن في حساب هذه البطاقة، علماً أن مدير فرع دمشق لشركة محروقات، إبراهيم أسعد، قال في تصريح سابق إنه من المقرر توزيع 400 ليتر من المازوت لكل عائلة عبر البطاقة الذكية، وذلك على دفعتين بكمية 200 لتر لكل منهما.

القلق يبدو واضحاً على السوريين، الذين لم يعتمدوا على المساعدات والدعم الحكومي المتأخر دوماً، إذ اتجهوا إلى الأسواق السوداء التي باتت الحل الصعب بالنسبة للأهالي خصوصاً في دمشق المركز، حيث الأسعار لا تطاق دون ضوابط لما يجري.

الأسواق

أبو عبدو، يقول لـ«البيان» إنه في كل يوم منذ الصباح يجول الأسواق في دمشق وريفها يبحث عن أقل الأسعار، وهو مستعد أن يقضي يومه بالكامل خارج المنزل من أجل الحصول على سعر مناسب له يمكنه من توفير بعض الليترات من مادة المازوت، حيث يتراوح سعر الليتر الواحد من المازوت في السوق السوداء في العاصمة دمشق هذا العام ما بين 800 ليرة وألف ليرة سورية، بينما يتم توزيعه عبر البطاقة الذكية بـ 200 ليرة لليتر الواحد، إلا أن البطاقة الذكية باتت الحل المستحيل.

خطر

يتساءل الرجل المسن، الذي قضى كل سنوات الحرب في دمشق ولم يغادرها في أحلك الظروف، نحن أمضينا 9 سنوات تحت الخوف وكل ما يخطر في بال المرء، ولم نغادر لكن الحياة اليوم تطردنا بقسوة من مدينتنا، فالغلاء وقلة الموارد كل هذه باتت عبئاً على السوريين، فهل نغادر هذه المدينة.. يختتم القول «لم نعد نحتمل»!؟

3 أسعار

في سوريا اليوم ثلاثة أسعار لكل مادة بدءاً من الوقود إلى المواد الغذائية، فمناطق سيطرة الحكومة السورية في دمشق والساحل السوري وحمص وحماة، أما المستوى الثاني من الأسعار في إدلب وريف حلب، حيث سيطرة الفصائل المسلحة، بينما السعر الثالث للحياة في شمال شرق سوريا وهي 29 % من الجغرافيا السورية، وعلى رقعة سوريا الواحدة تتنوع الحياة تبعاً لمناطق السيطرة.

Email