تقارير البيان

متسلّحون بالأمل.. طلاب يمنيون يتعلمون في مدرسة مدمّرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فصول مدمرة ومتهالكة وأعمدة مائلة وأسقف منهارة تظلل على الطلاب تارة وتهدد حياتهم تارة أخرى، هكذا بدأت مدرسة «الوحدة» في منطقة ميلات جبل حبشي غرب محافظة تعز عامها الدراسي الجديد.

لم يعد لمدرسة «الوحدة» من صفتها كمدرسة سوى طلابها ومعلميها الذين رسموا لوحة يتحدون فيها كل المعوقات؛ يصنعون الأمل في العلم والتعليم رغم الحرب التي يعيشها اليمن عموماً ومحافظة تعز بشكل خاص منذ انقلاب ميليشيا الحوثي في مطلع العام 2015م.

يرتاد أطلال مدرسة الوحدة ما يقارب 500 طالب وطالبة في عامهم الدراسي الجديد تكتظ بهم الفصول التي ما زالت قائمة وحتى التي انهارت أسطحها يتقاسمها الطلبة في فصولهم المختلفة ويتنقلون بين الركام متشبثين بالأعمدة المنحنية من فصل إلى آخر.

تدمير

تعرّضت الكثير من المدارس في تعز للتدمير كلياً وجزئياً نتيجة الانقلاب الحوثي في مطلع العام 2015م، كما أن هناك مدارس توقفت لوقوعها في مناطق التماس، إذ بلغت المدارس المُدمّرة بمدينة تعز 47 مدرسة مُدمرة كُليّاً، و103 جزئيّاً، وذلك بحسب إحصائيات إدارة شعبة المشاريع في تعز.

وفي ظل غياب الدور الحكومي أُهملت المدرسة لأكثر من 4 سنوات، ولم يتم ترميمها أو تشييد مدرسة بديلة لهم، وأجبر الطلبة على العودة إلى ما تبقى من مدرستهم بعد أن أغلقت في وجوههم كل الأبواب .

الطفلة «وجدان حسان مهيوب» من قرية الأشعاب مديرية جبل حبشي غرب محافظة تعز تدرس في الصف الرابع قالت لـ«البيان»: «إنها وزملاؤها يدرسون وهم خائفون من انهيار المدرسة على رؤوسهم من دون الكراسي أو سبورات كافية،

أحلام

وقالت إنها تحلم بمدرسة آمنة «نذهب إليها ونعود ونحن آمنين»، وتحلم بفصول فيها الكراسي والسبورات، كي تتعلم وتصبح طبيبة على حد وصفها.

يأتي الأطفال إلى المدرسة من مناطق خطوط التماس «كالأشعاب» و«خور» و«الشيخ سعيد» و«الصياحي»، رغم وقوع المدرسة نفسها في المناطق القريبة من الاشتباكات، لم تثنِهم خطورة المكان ولا أنقاض المدرسة التوقف عن الدراسة.

مديرة المدرسة جميلة الوافي قالت لـ«البيان»: «إن المدرسة تعيش وضعاً لا يصدّق، طلبة يدرسون تحت الركام ولا يوجد أي مقومات للتعليم، ورغم ذلك ما زال للطلبة أمل في الحياة والتعليم لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم».

وأضافت إنه رغم المعاناة تشمل الطلبة والمعلمين على حد سواء، حيث يأتي طاقم المعلمين من مناطق بعيدة في ظل مرتبات منقطعة ليقدموا رسالة إنسانية لحرمان الطلبة من التعليم.

 

Email