السودان يحبس أنفاسه من تفجر القتال في تيغراي

عناصر من الجيش الأثيوبي متوجهون إلى جبهة تيغراي / رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتدم القتال في إقليم تيغراي المضطرب شمال إثيوبيا، مما أسفر عن مقتل المئات، ووصول أول موجة لاجئين إلى السودان المحاذي لخطوط القتال بين القوات الحكومية الإثيوبية والمتمردين.

وذكرت مصادر لـ«البيان» أن المئات من الأثيوبيين دخلوا الأراضي السودانية فراراً من المعارك الدائرة بين الجيش وقوات جبهة تحرير تيغراي، في وقت أكد نشر الجيش السوداني المزيد من القوات على الشريط الحدودي بين الدولتين تحسباً لتوغل المسلحين الأثيوبيين عبر الحدود.

وتوقعت المصادر أن تتواصل تدفقات اللاجئين الأثيوبيين مع استمرار العمليات الحربية التي يشنها الجيش الأثيوبي ضد جبهة تيغراي التي سيطرت على المنطقة العسكرية الشمالية التابعة للقوات المركزية، وأشارت المصادر أن تدفقات اللاجئين بدأت في التزايد الاثنين عبر منطقتي اللقدي وحمداييت بولايتي القضارف وكسلا شرقي السودان.

ووفقاً للمصادر ذاتها فإن الجيش السوداني نشر لواءين من قواته على طول الشريط الحدودي المحازي لدولة أثيوبيا، وتداول ناشطون سودانيون بولاية القضارف أخبارا عن تسليم عدد من المسلحين الأثيوبيين انفسهم إلى معسكر يتبع للجيش السوداني، غير أن مصادر رسمية أكدت دخول موظفين يتبعون للجمارك الأثيوبية احتموا بالقوات السودانية المتمركزة على الحدود.

وأعلنت السلطات السودانية إغلاق الحدود بين ولايتي كسلا والقضارف شرق البلاد مع إقليمي الامهرا والتغراي الاثيوبيين، ودعت في ذات الوقت المواطنين السودانيين بالشريط الحدودي لتوخي الحذر من تداعيات التوترات داخل أثيوبيا، لا سيما وأن المناطق المتاخمة للإقليمين تشهد هذه الأيام نشاطاً مكثفاً لعمليات حصاد المحاصيل الزراعية، وأشارت إلى أن أي توترات أمنية بالمنطقة يمكن أن تلحق ضرراً بليغاً بالمزارعين والإنتاج.

ويرى مراقبون أن التوترات الأمنية التي تشهدها أثيوبيا سوف تلقي بظلال سالبة على الوضع في السودان عامة وولايتي (القضارف و كسلا) بشرق السودان بصفة خاصة.

وقال المحلل السياسي محمد علي فزاري لـ«البيان» إن حدود السودان مفتوحة مع أثيوبيا بالتالي الاشتباكات بين الحكومة الأثيوبية وقوات التيغراي المتمردة علي اديس ابابا قد تزيد من حالة السيولة الأمنية التي تشهدها المنطقة.

وأكد فزاري أن الحرب التي تدور رحاها هناك ستحدث موجة لجوء كبيرة على الجانب الشرقي للسودان، وهي المنطقة التي لا تزال تعاني من توترات قبلية منذ شهر يوليو الماضي، في الوقت الذي تراقب الكثير من تلك الجماعات الموقف لانتهاز الفرصة لاستئناف أنشطتها المشبوهة بين منطقة القرن الافريقي، ودول جنوب المتوسط بحيث يتخذون من السودان نقطة عبور.

وحض الحكومة السودانية للقيام بدور يتجاوز النمطية والتقليدية والدعوات لضبط النفس إلى التوسط بين أطراف النزاع في أثيوبيا باعتبار أن ما يحدث في القرن الافريقي يؤثر في السودان و يتأثر به.

Email