السلام ضرورة استراتيجية لازدهار المنطقة

عبدالله بن راشد آل خليفة | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

كتب سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة، الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، حول أسباب اختيار بلاده تدشين علاقاتها الثنائية مع إسرائيل في هذا الوقت بالتحديد، واصفاً إياه بـ «التوقيت المناسب» لإرساء العلاقات، وذلك في مقال نشرته مجلة الأعمال الأمريكية «فورتشن».

أوضح السفير البحريني أن حفل التوقيع في البيت الأبيض في 15 سبتمبر والبيان المشترك حول إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وإسرائيل، إضافة إلى مجموعة من 7 مذكرات تفاهم، ما هي إلا تتويج لسنوات من الدبلوماسية النشطة.

ونوّه بأن البحرين ومنذ أكثر من عقد عمدت لإغلاق مكتب المقاطعة الإسرائيلية بناءً على تشريع أقره البرلمان الوطني، ومنذ منذ ذلك الحين التقى مسؤولون بحرينيون وإسرائيليون كبار بانتظام في المحافل الدولية. ومستشهداً بحديث لوزير الخارجية في عام 2019 للصحفيين الإسرائيليين الذين زاروا البحرين: «إسرائيل جزء من تراث هذه المنطقة بأكملها، تاريخياً.. الشعب اليهودي له مكان بيننا»، علماً بأن هذا التصريح جاء جزئياً لأن البحرينيين اليهود والمسيحيين والمسلمين كانوا يعيشون معاً في وئام في الجزيرة العربية منذ قرون. ومجيباً على سؤال «لماذا الآن»، قال الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة: «لأنه الشيء الصحيح الذي يجب فعله للبحرين والفلسطينيين والمنطقة».

معاناة متراكمة

وكما شهد العالم، لفت السفير البحريني أن الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين تسبب بمعاناة لا توصف لشعوب الشرق الأوسط، وقد نجم عن نوبات صراع وصنع سلام متناوبة على مدى السبعين عاماً الماضية إرثٌ مأساوي من الموت والدمار وخيبة الأمل لأجيال عديدة من العرب والإسرائيليين.

أشار الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة إلى أن الشرق الأوسط اليوم مكان مختلف تماماً عما كان عليه بالنسبة لصانعي السلام السابقين، ومن جهتها، تواجه البحرين وحلفاؤها تحديات جديدة وغير مسبوقة، ممثلاً بتهديد خبيث ووجودي يتمثل بالتطرف الديني، واندلاع الصراع الأهلي، لذلك في سبيل تحقيق السلام المستدام في المنطقة «يلزم التعاون بين جميع الأطراف».

بديل الإحباط

وتطرق سفير البحرين لدى واشنطن إلى أن المنطقة لن تعرف معنى السلام الحقيقي والازدهار دون شراكة قوية توحد الجميع، والمعاهدة مع إسرائيل تساعد في دفع تلك الضرورة الاستراتيجية، وما هي إلا استمرار لنهج البحرين في صنع السلام باعتباره الخيار الواقعي الوحيد لتقدم الشعبين.

واختتم مبعوث مملكة البحرين لدى واشنطن مقاله بالإشارة إلى أنه من الواجب على قادة الدول تقديم «الأمل» لشعوبهم، عبر اقتناعهم بأن الأمور من الممكن أن تتغير للأفضل، وبأنهم أسياد مصيرهم وليسوا ضحايا لأفعال شخص آخر. معبراً عن اعتقاده بأن العلاقات التي تم إرساؤها توفر بديلاً ملائماً لإحباطات الماضي عبر تقديم رؤية واقعية قائمة على الانفتاح والشمول، وأن «الشرق الأوسط تواق للتغيير، والآن هو الوقت المناسب للتغيير بالنسبة إلى مملكة البحرين».

Email