معالجة تحديات الاندماج سبيل فرنسا لهزيمة التطرف

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينظر الغرب إلى حرية التعبير على أنها أمر مقدس، تماماً كما يعتبر احترام النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، من المقدسات لدى المسلمين، لا بدّ بالتالي من الحوار والتصرف، حيث على المسلمين إبداء روح الاندماج، وعلى فرنسا احترام الإسلام.


وكتب الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي، مقالة في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، جاء فيها: «فيما يراقب العالم انحدار فرنسا نحو موجة أخرى من التطرف العنيف، حان الوقت ليس لقادتها وحسب، بل لقادة الغرب عموماً أن يتعاملوا مع تحديات الاندماج»، وإذ يعتبر أن المسلمين يحتاجون للشعور بأنهم جزء من المجتمع، أكد النعيمي في مقالته أن فرنسا فشلت في كسب قلوب وعقول المسلمين في بلادهم، ففي أقل من شهرين شهدت فرنسا ثلاث هجمات قاتلة بحق المدنيين.

وتطرق النعيمي إلى ازدواجية موقف جماعة «الإخوان» الإرهابية، وكتب: «إن كان أحد مواقف الإخوان في الداخل يدعم الحكومة الفرنسية، ويدين أعمال العنف، فإن الإخوان في الخارج، لا سيما العالم العربي يشنون حملة على فرنسا والرئيس إيمانويل ماكرون.

ويساعد السيناريو الأخير الجماعات المتطرفة على تحويل الحكومة الفرنسية لعدو سهل، حيث تمعن في تظهير فكرة وجود حرب بين فرنسا والإسلام في فخ يجب ألا ينجر إليه الغرب، لا سيما في ظل مساعي الجماعات المتطرفة للبروز، ما يضفي أهمية على المسألة.

وللأسف، فإنه يسهل لدى النظر للتطرف في أوساط المسلمين في الغرب الاعتبار بأنه نابع من فقدان الهوية وغياب الاندماج. ويدفع ذلك بالمجموعات المسلمة لإقامة علاقات وثيقة مع القادة الدينيين في بلدانهم الأم، ما يفاقم حدة الانقسامات على أساس طائفي. وهنا لا بدّ للاندماج أن يطمئن المسلمين إلى إمكانية الحفاظ على ديانتهم والتمتع بشعور الافتخار القومي والوطنية، بما يذهب إلى أبعد من حدود الدين».


توازن في الاحترام
وأضاف أنه لا بدّ لفرنسا أن تكسب قلوب وعقول المسلمين في الداخل والخارج، وقد حان الوقت لأن تقيم الحدود الواضحة بين الإسلام الحقيقي كدين سلام وتسامح وبين المنظمات الإرهابية التي تروج لمفهوم «هم مقابل نحن». وأشار النعيمي في مقالته في «هآرتس» إلى وجود جانب آخر للقضية، حيث من الواضح أن الشعار الفرنسي الوطني القائل بالحرية والمساواة والأخوة غير معمول بها في ما يتعلق باحترام الأديان، طالما أن فرنسا تتيح لحرية التعبير أن تشمل الإساءة إلى النبي فإنها تروج لسياسة الكيل بمكيالين.

لا بدّ من إقامة توازن يضمن احترام كل طرف. ويتعين على ألا يتم النظر إلى التطرف، من خلال عدسة الغرب الليبرالي، بل عن طريق الفهم العميق لجوهر الدين. واختتم مقالته بالقول: «تخلق المجموعات المسلمة المقيمة في الغرب صيغة خاصة بها من الإسلام، إلا أنها تصوغها بالارتكاز إلى الوطن الأم بدلاً من العمل على أخرى تتكامل مع القوانين والأنظمة، حيث تعيش، إلى أن نصل إلى وقت نتحدث فيه لغة واحدة، ونتفهم التنوع القائم ضمن الإسلام، فإن الغرب لن يتمكن مطلقاً من الانتصار في المعركة».

Email