انسحاب بالتقسيط.. خيبة جديدة لموالي تركيا في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكل انسحاب الجيش التركي من نقطتين حيويتين في ريف حماة الشمالي خطوة مفاجئة على الأرض ومخيّبة للمراهنين على تركيا، في الوقت الذي كانت تقول أنقرة إنها مستمرة في وجودها في سوريا حتى بدء الحل السياسي في البلاد، إلا أن الانسحاب التركي الأخير من نقطة مورك العسكرية، ثم شير مغار، أعاد السؤال حول أبعاد هذا الانسحاب من ريف حماة، لصالح الجيش السوري.

الانسحابات التركية من ريف حماة، تزامنت في الوقت ذاته مع تعزيزات عسكرية تركية في ريف إدلب، وخصوصاً في جبل الزاوية، التي تحاول قوات الجيش السوري انتزاعها من الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، وكذلك إعادة انتشار النقاط التركية في مناطق أخرى، فالمعدات العسكرية التي فككتها تركيا في مورك، وشير مغار، لم تغادر الأراضي السورية، ما يشير إلى استمرار البقاء التركي في سوريا في أماكن أخرى إلى الأمد الذي يسمح به التفاهم التركي الروسي الذي يتقلص شيئاً فشيئاً.

وفي هذا السياق، يمكن قراءة الانسحاب التركي على أنه نتيجة تفاهمات غير معلنة مع الجانب الروسي، الذي يعمل على تمكين سيطرة الجيش السوري على الأرض في الشمال السوري، وإرساء تفاهمات أخرى في مناطق أخرى من سوريا بين الجانبين الروسي والتركي.

وبحسب موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، فإن الانسحاب التركي من نقاط المراقبة التركية فإن أنقرة قررت التخلي عن بعض مواقعها العسكرية، بعد أن منعت روسيا وصول الإمدادات للنقاط التركية المحاصرة مؤخراً. وأوضح الموقع أن الجيش التركي سينسحب من أربع نقاط مراقبة وموقعين عسكريين، كانت قد حاصرتها قوات الجيش السوري في وقت سابق خلال العملية العسكرية على إدلب.

من جهة ثانية، يرى مراقبون عسكريون أن الانسحاب التركي من ريف حماة، ما هو إلا جزء من توافقات مع روسية للمزيد من المكاسب التركية في مناطق أخرى، الأمر الذي يعيد الشمال السوري إلى دائرة المقايضات بين اللاعبين الإقليميين والدوليين.

وفي هذا الإطار، عبر «مجلس سوريا الديمقراطية»، عن مخاوفه من أن يكون انسحاب الجيش التركي من نقطة «مورك» بريف حماة، صفقة روسية- تركية تمهد لعملية عسكرية جديدة على شمال وشرق سوريا.

وقال نائب رئيس الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية، حكمت الحبيب، إن القوات التركية كثفت هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا، بعد انسحابها من عدّة نقاط في إدلب، بالتزامن مع انتشار للقوات التركية والجيش الوطني السوري، إضافة إلى تحليق شبه دائم لطائرات الاستطلاع في المنطقة.

وفي كل الأحوال، فإن الانسحاب التركي وإعادة التموضع في الشمال السوري، يصب بشكل أو بآخر في مصلحة دمشق، التي تسعى للوصول إلى المعابر الحدودية، لتنشيط اقتصادها المنهار وفرض سيادتها على المعابر.

Email