مواقف تاريخية راسخة.. ودعم لا محدود

الإمارات نصير دائم للقضية الفلسطينية

دعم إماراتي مستمر للفلسطينيين ونصرة قضاياهم | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي جزء من الوطن العربي، وقضية الشعب الفلسطيني المناضل هي قضيتنا، والأرض هي أرضنا»، كلمات خالدة للمغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تعكس المواقف الإماراتية القوية الداعمة للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية، فمنذ تأسيسها في العام 1971 لم تحد الدولة عن مساندة القضية ودعم الشعب الفلسطيني، وهو نهج سار عليه أبناء زايد من بعده.

لم تحد الدولة عن موقفها الراسخ والثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو1967، وعاصمتها القدس الشرقية. ولم يقف ذلك الدعم عند حدود المساندة النظرية، بل تخطى ذلك إلى مواقف عملية وأدوار تاريخية لا يُمكن طمسها أو نسيانها، على الصعد كافة، وبشكل خاص على الصعيدين السياسي والإنساني، اتصالاً بنهج الدولة في مساندة ودعم الأشقاء العرب في كل مكان.

صفحات التاريخ تزخر بمواقف الإمارات، ولا سيما بعد تأسيس الدولة، والتي كانت أول دولة تعترف بدولة فلسطين، التي أعلنها ياسر عرفات في العام 1988، وفي العام التالي وضع المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد حجر الأساس لسفارة دولة فلسطين.

ولا تزال مناطق ومؤسسات عدة في فلسطين تحمل حتى الآن اسم الشيخ زايد، تقديراً لمواقفه التاريخية في دعم الفلسطينيين، ذلك أنه لم يتوانَ في تقديم شتى أشكال الدعم والمساندة السياسية والاقتصادية والإنسانية للشعب الفلسطيني، وخلَّدَ اسمه كونه أحد أبرز قادة العرب دعماً للقضية.

ظلت دولة الإمارات نصيراً دائماً للقضية الفلسطينية في شتى المحافل والمنابر الدولية، في خندق الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، مؤكدة حقه في استرداد تلك الحقوق وبناء دولته المستقلة. إنسانياً، قدّمت دولة الإمارات دعماً لا محدود لفلسطين، ذلك أن القضية الإنسانية جزء لا يتجزأ أو ينفصل عن القضية السياسية في تعامل دولة الإمارات معها، حتى إن الدولة تحتل المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً لدولة فلسطين، وذلك منذ قيام السلطة الفلسطينية في العام 1994، كما قدمت الدولة مساعدة بلغت 2.104 مليار دولار للفلسطينيين منذ قيام السلطة الفلسطينية.

والإمارات، طبقاً لبيانات وإحصاءات الأمم المتحدة، من أكبر المانحين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، بإجمالي مساهمات بلغت ما يزيد على 828.2 مليون دولار في الفترة من العام 2013 حتى شهر أبريل 2020.

دعم بلا حدود

«الدعم الإماراتي للقضية الفلسطينية لم يقف عند حد معين، بل كان دعماً على جميع الاتجاهات، سياسياً واقتصادياً وإعلامياً»، هذا ما يلفت إليه الأكاديمي المصري المختص في الشؤون الإسرائيلية، أحمد فؤاد أنور، في تصريحات لـ«البيان»، إذ أكد أن المواقف السياسية للإمارات كانت دوماً داعمة للقضية الفلسطينية، وتسجل مواقف سياسية تؤكد ذلك الدعم والمساندة، ذلك بالإضافة إلى الدعم الاقتصادي الكبير. وتحدّث أنور عن دعم الإمارات للمفاوض الفلسطيني، ضمن مسيرة من الدعم العربي، ولولا هذا الدعم في محطات سابقة ما كان المفاوض الفلسطيني تمكن من إنجاز بعض الخطوات المهمة والقرارات المتخذة على صعيد الأمم المتحدة، وفي الساحة الدولية، وهي مواقف تحسب للإمارات، ولا يمكن نكرانها أو إدارة الظهر لها». ووصف أنور مواقف دولة الإمارات بأنها «مواقف تاريخية ثابتة»، مثمناً «الخطوة الشجاعة» التي اتخذتها الدولة مؤخراً، وقال: «في الوقت الحالي نحتاج إلى التفاوض مع الجانب الإسرائيلي، وهذا الأمر لم يكن متاحاً منذ سنوات، أرى أن دور الإمارات مهم في التنسيق مع الفلسطينيين الآن».

بدوره، قال جمال بيومي، مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، لـ«البيان»، إنّ دولة الإمارات في طليعة الدول التي ساندت القضية الفلسطينية سياسياً ومادياً، وإنّ مواقفها تشهد على هذا الدعم السخي. ولفت بيومي إلى مساندة دولة الإمارات للسلطة الفلسطينية، واستمرار الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا». وتابع: «الإمارات لم تدخر جهداً أبداً من أجل مساندة القضية الفلسطينية، ودائماً ما تقدم كل ما تطلبه السلطة الفلسطينية لدعمها، ولم تتأخر بأي شكل مالي أو عن أي تمويل». وعن الخطوة الإماراتية الأخيرة، قال مساعد وزير خارجية مصر الأسبق: «أنا من الذين يؤيدون أي توجه لدولة الإمارات في القضية، وأثق بأن الإمارات لن تتخذ أية خطوة إلا في صالح القضية الفلسطينية».

Email