أزمة الخبز تفاقم معاناة السوريين

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما يضرب فيروس كورونا سوريا دون معرفة الإحصاءات الرسمية أو الواقعية، ويتفشى منتهزاً ضعف الإمكانات الطبية وإجراءات الوقاية، تخيم على أجواء العاصمة دمشق أجواء الجوع والفقر، بعد تداول ناشطين سوريين صوراً تظهر مئات الأشخاص ينتظمون في طوابير طويلة للحصول على الخبز.

وللمرة الأولى منذ بداية الحرب السورية التي اندلعت في العام 2011 تشهد العاصمة دمشق ازدحاماً على أبواب الأفران في مشهد غريب على أهالي العاصمة وكل من يقطنها، وسط سخط واسع في العاصمة دمشق التي لم تشكُ يوماً من قلة المواد الغذائية وبالتحديد الخبز.

ما تسمى بـ«ربطة الخبز» وهي كيس يحوي 8 أرغفة من الخبز بلغ سعرها مستويات مذهلة للسوريين، حيث تباع الآن بـ«700 ليرة»، وهو مبلغ كبير بالنسبة للسكان المحليين، في الوقت الذي يبلغ راتب الموظف ما يقارب 60 ألف ليرة سورية (نحو 30 دولاراً).

وقد بات منظر طوابير الخبز مشهداً مألوفاً لكل السوريين وهم يقفون في طوابير طويلة أمام معظم الأفران في دمشق وريفها، للحصول على دفعتين من الخبز الذي بات يتم حسابه بشكل دقيق لكل عائلة، ووفقاً للقرارات الحكومية الاقتصادية، فإن كل عائلة المؤلفة من شخص أو اثنين تحصل على ربطة خبز واحدة يومياً، والعائلة المؤلفة من ثلاثة أو أربعة أشخاص على ربطتين يومياً.

النقاشات في الداخل السوري ، تقتصر فقط على ما يسمى «ربطة الخبز»، فلا حديث في دمشق بين العائلات سوى عن الخبز، إذ إن عدد أرغفة الخبز ووزنها هو كل ما يهم الشعب السوري اليوم، حيث يشكو المواطنون من أن الأفران تقوم بتخفيف وزن الربطة عن الرقم المنصوص عليه تموينياً وهو (1300) غرام للربطة الواحدة بمعدل ثمانية أرغفة متوسطة، حيث باتت الأفران تبيع الربطة في دمشق بوزن يتراوح بين (800) إلى ألف غرام.

وفي وقت سابق حددت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية عدداً معيناً لحصة كل عائلة من الخبز، بما يتناسب مع عدد العائلة، ما يعكس حجم المأساة الاقتصادية التي يعاني منها السوريون.

Email