قصة خبرية

«تحرير» تواجه قصر القامة بالموهبة والتحدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالتعلم والإبداع والعمل شقت طريق الانتصار على إعاقتها، لم تعرف للانطواء على النفس والعزلة عن الآخرين طريقاً، بل استطاعت أن تكون على قدم المساواة مع الأسوياء من البشر، إنها الأستاذة تحرير دويكات (29 عاماً) من بلدة بيتا جنوب نابلس في الضفة المحتلة، جعلت من أحلامها قصة نجاح تتحدث عن نفسها، فصارت عنواناً للتصميم والتحدي.

تعاني بطلة قصتنا من قصر القامة بسبب نقص الكالسيوم بالعظام، نتج عنه ضعف بنمو العظام، فسبب لها قصر القامة، توقف جسد تحرير عن الزيادة في الطول، لكن طموحها لم يتوقف عند حد معين، فهي فنانة متعددة المواهب، درست تخصص خدمة اجتماعية، تعشق الألوان وفن الرسم، التحقت بدورات في فن الرسم على الزجاج، وأسست مشروعها الخاص في المجال ذاته، لديها موهبة الإلقاء والتقديم والعرافة وإدارة المؤتمرات، عملت محاضرة في التنمية البشرية والقضايا المجتمعية، وتعمل حالياً مرشدة تربوية في مدرسة خوله بنت الأزور الأساسية للبنات، وتستعد لمناقشة رسالة الماجستير في الإرشاد النفسي والتربوي.

بدأت أعراض الإعاقة تظهر على تحرير في سن عامين، فتأخرها في المشي أثار الخوف لدى والديها، وشعرا بأن هناك مشكلة في قدميها، لتبدأ جولتهما المكوكية على الأطباء، الذين أجمعوا أن لا علاج لحالتها، إلا أن ذويها لم يستسلموا، واستمروا بعرض ابنتهم على الوفود الطبية الأجنبية القادمة إلى الأراضي الفلسطينية، وقد اقترح أحد الأطباء على تحرير وهي بعمر 16 عاماً إجراء عملية جراحية يتم من خلالها كسر قدميها، ووضع بلاتين لتطويلهما، إلا أن نسبة نجاح العملية لم تكن مشجعة ولا تتعدى 10%، ما دفعها للرفض والرضا بقضاء الله وقدره.

رسالة تحرير

تؤكد دويكات لـ«البيان» أنها حظيت بدعم واهتمام كبيرين من عائلتها، التي لم تشعرها بأي اختلاف أو نقص عن إخوتها، كما حظيت بدعم ومساندة من زميلاتها، ومن الكادر التعليمي في جميع مراحل دراستها المدرسية والجامعية، فلولا وجبات الدعم الدسمة التي تلقتها من الجميع لما وصلت لهذا القدر من النجاحات، وتعتبر تحرير نفسها شخصية متميزة عن الآخرين بثقتها الكبيرة بنفسها، لا مختلفة عنهم بإعاقتها، وتطمح تحرير أن تصبح شخصية ملهمة ومؤثرة، من خلال قصة نجاحها على مستوى العالم، ورسالتها للأشخاص الذين لديهم إعاقة أنه لا يوجد مستحيل في الحياة، وبالإرادة القوية وتقبلنا لأنفسنا نحقق أهدافنا.

Email