لبنان في انتظار «خميس التكليف»

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترقّباً لحسْم مسار الأزمة الحكوميّة في لبنان، تشخص كلّ الأنظار إلى الاستشارات النيابيّة الملزِمة، بعد غدِ الخميس، وما إذا كانت ستبقى ‏في موعدها المقرّر، أم سيُصار إلى تأجيلها كما حدث الخميس الفائت. وبمعنى أدقّ، إصدار مراسيم تكليف سعد الحريري، وتشكيل حكومة «مهمّة»، ‏تماشياً مع روحيّة المبادرة الفرنسيّة، أو تأجيل الاستشارات، في معرض الضغط على الرئيس المرشّح الحريري، لحمله على الخروج من «الماراثون» الحكومي قبل ‏التكليف، وبعد التأليف.

وفيما رئاسة الجمهورية ستكون محرجة بتأجيل متكرّر، ‏من دون أسباب موجبة حقيقيّة، خصوصاً أن البلاد لا تتحمّل مزيداً ‏من التأجيل والمراوحة، فضلاً عن أن الدخول الدولي على ‏الخطّ يضغط في اتجاه إنجاز التكليف خطوة أولى تفتح باب التأليف، فإن هناك شبه إجماع على أنّ التكليف لا يعني أنّ طريق التأليف ستكون معبّدة وسهلة ‏وسالكة، وذلك في ظلّ خلاف مستحكم بين وجهة نظر الحريري بتأليف ‏حكومة من الاختصاصيين، وبين القوى السياسيّة المتمسّكة بوجهة نظرها، لجهة تسمية الوزراء ‏وربّما الحقائب.

احتمالان.. وبُعدان

وعلى مسافة يومين من الموعد الثاني للاستشارات، فإنّ كلّ الاحتمالات واردة، إنْ لجهة بقاء الأمور على حالها، أو حصول خرْق ما، لكنّ أيّ ‏تأجيل آخر لهذه الاستشارات له تبعاته. ولذلك، يترقب أن تتضح المعالم الحكوميّة أكثر فأكثر، وفق احتمالين:‎ الأوّل، حصول الاستشارات، وتكليف الحريري بأكثريّة الأصوات النيابيّة (128 صوتاً). أمّا الاحتمال الثاني، فيتمثل بلجوء عون إلى إرجاء الاستشارات مرّة أخرى، إذا ‏وجد أنّ أسباب تأجيلها لم تنتفِ بعد.

وفي الانتظار، أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري تفاؤله بأن يعبر الملفّ هذا الأسبوع من ضفّة ‏التكليف إلى ضفّة التأليف، استناداً إلى الرهان السائد على استنفاد رئيس الجمهوريّة قدرته على تسويف موعد الاستشارات وإرجائها، غير أنّ مصادر مواكبة للمجريات الحكوميّة لا تزال تساوي بين كلّ الاحتمالات ‏والرهانات، وسط معلومات تردّدت أنّ رئاسة الجمهورية باتت تواجه مأزقاً بالغ الحرج، بعد تصاعد التداعيات ‏الداخلية والخارجية في وجهها عقب إرجاء الاستشارات الأسبوع الماضي، فعلى الصعيد ‏الدولي، بات في حكم المؤكد أن الضغط الفرنسي والأمريكي المزدوج تصاعد بقوّة من أجل ‏الإفساح أمام الاستشارات، بما وفّرته من أكثريّة لتكليف الرئيس سعد الحريري.

Email