قصة خبرية

من الطفولة إلى الشباب في زنازين الحوثي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان الطفل فخر الدين حميد أحمد سرحان يرتجف حين بدء المحقق الحوثي التحقيق معه في مدينة الصالح بمنطقة الحوبان شرق تعز، وبجانبه أدوات التعذيب.

فلثلاث سنوات وثلاثة أشهر، ظل فخر مختطفاً لدى ميليشيات الحوثي منذ أن كان عمره أربعة عشر عاماً، من سيارة ركاب مرت من نقطة أمنية تابعة لسيطرة الحوثيين في منطقة الأقروض القريبة من الحوبان إلى مديرية شرعب في يونيو 2017.

وإثر إيقاف السيارة، أتى مسؤول الأمن الوقائي ليقتاد سائق السيارة مع ثلاثة أشخاص من ضمنهم الطفل فخر، إلى مبنى ليقبع في زنزانة مع 13 معتقلاً لا يرون العالم خارجاً إلا من كوة صغيرة للضوء.

يقول فخر الطفل الذي بلغ السابعة عشرة من عمره خلال الاعتقال: «ذاقت والدتي الأمرّين وهي تبحث عني ولم تتمكن من معرفة مكاني، فقد تم إخفائي في عمارة كميل الأمنية بمعتقلات مدينة الصالح.. وتم اعتقالي لأن الحوثيين وجدوا في هاتفي صورة أخي زهران الذي فقد حياته خلال القتال ضدهم».

يضيف فخر الذي أصيب أخ آخر له بقذيفة حوثية: «طيلة أسبوع متواصل كان يتم التحقيق معي في الثانية عشرة ليلاً واستخدام التعذيب معي بالكهرباء والسحل واللطم والضرب بالعصي وأسلاك الكهرباء وإرغامي على تأدية الصرخة، رغم أنني كنت طفلاً وكنت أقول لهم لم أعمل شيئاً». وتحدث فخر عن وجود أطفال آخرين في الزنازين، حيث كان يتم إرغامهم على الاستماع لخطب آل الحوثي. وروى كيف أن المحقق الحوثي يحاول مقايضته بالسماح له التحدث مع والدته مقابل نقل أخبار عسكرية للجيش والتي لا يعرف عنها شيئاً.

لثلاث سنوات وثلاثة أشهر ظل فخر الدين حميد أحمد سرحان، معتقلاً حتى بلغ السابعة عشرة من عمره، إلى أن تم إطلاقه ضمن صفقة تبادلية برعاية الجيش الوطني في أغسطس الماضي، فيما لا يزال أطفال آخرون يقبعون في معتقلات ميليشيا الحوثي.

Email