تفاؤل دولي بمفاوضات المسار العسكري الليبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت، أمس، في جنيف، مباحثات الشق الأمني والعسكري في مسارات الأمم المتحدة لحل الأزمة، بحضور وفد رفيع المستوى من الجيش الليبي، ومن الجانب الآخر عدد من ممثلي حكومة السراج، لمناقشة البنود الأمنية والعسكرية، التي أقرها مؤتمر برلين وإعلان القاهرة، وفي مقدمتها خروج القوات التركية من ليبيا، وتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها.

وقال خبراء: إن الحل الوحيد لإنجاح تلك المباحثات، التي وصفوها بـ«المهمة»، وجود إرادة دولية، تستطيع أن تفرض تلك النتائج على الميليشيات المسلحة، وأن تكون حاملة «لواء العقوبات» لتحذير تركيا من محاولة عرقلة ما تتوصل إليه المفاوضات.

حلحلة

وبدأ الاجتماع بعزف النشيد الوطني الليبي، تلته كلمات افتتاحية لكل من المبعوثة الأممية ورئيسي الوفدين.

وبحسب بيان للبعثة الأممية فإن ما يميز هذه الجولة هو انطلاقها باجتماع مباشر بين وفدي طرفي النزاع في ليبيا.

وتستمر مباحثات هذه الجولة حتى 24 أكتوبر الجاري، وتأمل بعثة الأمم المتحدة في توصل الوفدين إلى حلحلة كل القضايا العالقة بغية الوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار.

وقالت البعثة الأممية لليبيا: إن الجولة الرابعة من محادثات اللجنة العسكرية المشتركة الليبية 5+5، التي انطلقت، أمس، في مقر الأمم المتحدة في جنيف، يشكّل أحد المسارات الثلاثة، التي تعمل عليها البعثة إلى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي، والتي انبثقت عن مؤتمر برلين 2020 حول ليبيا، وتبناها مجلس الأمن عبر قراره 2510 (2020) والذي دعا الطرفين إلى التوصل لاتفاق لوقف دائم لإطلاق النار.

ورحّب السفير الألماني لدى ليبيا أوليفر أوفتشا بانطلاق محادثات 5+5 في جنيف، ووصفها بـ«نقطة التحوّل الحاسمة»؛ داعياً جميع الأطراف لاغتنامها والتفاوض على وقف إطلاق نار شامل. وأشاد في «تغريدة»، عبر حسابه الرسمي، بجهود البعثة الأممية وجميع المشاركين، الذين جعلوا هذه المحادثات ممكنة.

صناعة سلام

إلى ذلك، أكد مؤتمر سرت الثاني، الذي اختتمت أعماله، أمس، بمدينة سرت الساحلية أن ليبيا دولة واحدة مستقلة ذات سيادة، معلناً رفضه وجود أية قوات أجنبية بأي شكل من الأشكال على كامل التراب الليبي.

وقال البيان الختامي للمؤتمر: إن ليبيا وطن لكل الليبيين، وهي دولة ديمقراطية مدنية تقوم على سيادة القانون وضمان حقوق الإنسان والعدالة وتكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروات والسلطات ولا مركزية الإدارة، وربط المسؤولية بالمحاسبة، مؤكداً أن الليبيين قادرون بأنفسهم على صناعة السلام وحل مشاكلهم، وتجاوز خلافاتهم دون أي تدخل أجنبي أو إملاءات خارجية أو الخضوع لأجندات تخدم مصالح دول أخرى.

واعتبر المؤتمر أن الإرهاب والتطرف العنيف بكل أشكاله مرفوض من قبل الليبيين، الذين يتعهدون بمكافحة هذه الظاهرة وتجفيف منابع تمويلها، لما تشكله من تهديد لأمن ومستقبل البلاد.

Email