قصة خبرية

مناضل فلسطيني تحتجز «السلطة» راتبه منذ 11 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن أمام المواطن الغزي غسان البحيصي خياراً منذ العام 2009 حتى يومنا هذا إلا الانتظار، والعيش على أمل عودة راتبه المقطوع منذ ذلك التاريخ، بعدما أدى تقرير كيدي ضده إلى قطع راتبه من السلطة الفلسطينية، وتلقى سيلاً من الوعود الكاذبة، لكنه لم يفقد الأمل.

غسان التحق في صفوف منظمة التحرير منذ اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، أصيب ثلاث مرات برصاص الاحتلال، وأسر في سجونه كذلك ثلاث مرات، وعند إنشاء السلطة الفلسطينية التحق بجهاز المخابرات الفلسطينية.

غسان تفاجأ في 2009 بقطع راتبه إثر تقرير كيدي لا يعرف سببه أو مصدره، وكان ذلك بمثابة مفاجأة صعبة له، وبدأت محاولاته مع أصدقائه ومن يعرفه من المسؤولين بمحاولته معرفة السبب واستعادة راتبه، وطالت المدة التي سمع خلالها وعوداً من الجميع بعودة راتبه، لكنه من دون جدوى.

محاولات

وبعد محاولات حثيثة تم إصدار كشف موقع من الرئيس محمود عباس عام 2014 بعودة راتب 212 موظفاً من المقطوعة رواتبهم، وتم صرف الرواتب لنصف الأسماء الواردة في الكشف، ولم يحصل غسان على راتبه رغم ورود اسمه. يقول لـ«البيان»: «حياتي أصبحت في الحضيض.. رفضت طوال السنوات الماضية الخروج للإعلام للمطالبة، حتى لا أهين كرامتي أمام أبنائي، وتظاهرت أمام أبنائي بأننا نعيش حياة طبيعية مثل باقي البشر، على أمل أن يتم صرف راتبي».

ويضيف: «حرام أن تكون هذه خاتمة المناضلين، فبعدما كنا طلاب شهادة ومناضلين وأسرى، أصبحنا نبحث عن الراتب لنعيش بكرامة، ولن أسكت بعد اليوم، فأولادي وأنا في ضياع، ولا يوجد عمل في غزة لأعتاش منه، وحياتي أصبحت عبارة عن أوراق ومناشدات».

معاناة

وانقلبت حياة غسان وأسرته بعد قطع راتبه، فبعدما كانوا يعيشون في بيت مستأجر، أصبح يعيش في مخزن أسفل منزله، لا يوجد فيه غرف أو حمام أو مطبخ يصلح لحياة آدمية.

غسان لديه خمسة أبناء، أكبرهم أمين درس لمدة عام في الجامعة، لكنه اضطر للجلوس في البيت لعدم قدرة والده على دفع الرسوم الجامعية، وابنته الثانية لم تتمكن من الحصول على شهادتها، بعدما تمكن من دفع بعض رسومها وحصولها على منح من الجامعة، أما الثالثة فأنهت الثانوية العامة هذا العام، ولم تتمكن من الالتحاق بالجامعة مثل صديقاتها لعدم توفر تكاليف الدراسة. لكن طفله الرابع اضطر للجلوس في البيت وترك مقاعد الدراسة من أجل مساعدة والده في توفير مصاريف البيت، والخامس ما زال يدرس في المرحلة الابتدائية.

ويناشد غسان السلطة الفلسطينية صرف راتبه، وإعادة الحياة له بعد 11 عاماً من العيش على الأمل، متأمّلاً أن يتم إنصافه.

Email