عائلة سورية نازحة تحلم بتعليم أطفالها التسعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

غير بعيد عن العاصمة دمشق توجد منطقة تُعرف باسم الكشكول، امتازت قبل الأزمة بسوء الخدمات المتوفرة فيها وضعف البنى التحتية وانتشار الأبنية غير المنظمة، وخلال الأزمة استوعبت الآلاف من السوريين المُهجرين من مختلف المناطق وعلى اختلاف ظروفهم المادية.

من بين هؤلاء وصلت عائلة زكي من حوالي السنوات الست إلى دمشق، قادمة من ريف حلب بعد رحلة صعبة عاشت فيها الأسرة المكونة من تسعة أولاد الكثير من الأهوال والظروف الصعبة، وحينما وصلت أخيراً للعاصمة لم تجد لها مكاناً يأويها غير الأحياء البائسة.

مقومات هشة تمكنت الأسرة الكبيرة من إيجاد منزل لها بعد فترة من إقامتهم، ولكنه كان منزلاً من غير إكساء، لا تتوفر فيه أدنى مقومات الحياة، وحاولت الأسرة تحسين معيشتهم ضمن إمكانياتها وبدأت بصناعة النوافذ من قطع الكرتون وأكياس النايلون وغطت الجدران بستائر، ولم يتمكن الأب بسبب وضعه الصحي السيئ من الحصول على عمل مناسب، ليجد في جمع الخبز وأكياس النايلون من القمامة وسيلته الوحيدة للرزق، كما وجدت زوجته في أعمال التنظيف سبيلها لتوفير بعض الأموال.

يخبرنا زكي بأنه يشعر بالحزن لواقع عائلته، لكنه عاجز عن تقديم أي شيء ففي قريته كان يعمل بأعمال زراعية، ومن غير الممكن العمل بهذا المجال في دمشق خاصة بعد إصابته بثلاث جلطات وتركيبه شبكتين في القلب، فضلاً عن إصابته بالديسك، ويوضح بأنه يملك خبرة بالأعمال الصحية لكنه لا يملك الأدوات التي تساعده لامتهان هذه المهنة.

يؤكد إصراره على تعليم أولاده وتسجيلهم جميعاً في المدرسة، وهو يأمل أن تحمل لهم الأيام ظروفاً أفضل من التي يعيشونها اليوم، ويخبرنا بأنه يقول لأولاده بأن الدراسة خط أحمر، وهو مستعد لإضاعة ما بقي من عمره لخدمتهم ولا يقبل أن يُضيعوا عمرهم.

بدورها، تؤكد زوجته التي تنتظر مولودها الجديد، بأن ظروفهم الحياتية صعبة للغاية وهي تسعى بكل جهدها لتحسين حياتهم لكن الأوضاع الاقتصادية صعبة، وعن الشتاء المرتقب توضح بأنهم اعتادوا التكيف مع ظروف البرد بسد النوافذ بالأكياس والأخشاب واستخدام مدفأة حطب يشعلون فيها قطع الكرتون والملابس البالية التي يجمعونها من القمامة.

Email