أسبوع لبناني مثقل بـ3 مواعيد: ترسيم واستشارات وذكرى انتفاضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتمحور الأسبوع المقبل في لبنان حول 3 مواعيد، بدءاً من موعد بدء المفاوضات حول ترسيم الحدود، يوم الأربعاء المقبل، وما تؤشر إليه على صعيد الموقف الدولي لا سيما الأمريكي منه، حيال لبنان، مروراً بموعد الاستشارات النيابية الملزِمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، يوم الخميس المقبل، والذي يأتي بعد تطور بارز، تمثل بعودة الرئيس سعد الحريري إلى صدارة المشهد الحكومي، ووصولاً إلى ذكرى مرور عام على «انتفاضة 17 أكتوبر».

وفي كل الأحوال، ليس أمام اللبنانيين إلا المزيد من انتظار المشهد المرتقب في الموعد الأول، والنتيجة المرجوة في الموعد الثاني، والمراجعة الضرورية في الموعد الثالث.

ويتصدر ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل الواجهة السياسية، من بوابة «الاتفاق الإطار» للمفاوضات الخاصة بهذا الترسيم، والتي ستُعقد جلستها الأولى يوم الأربعاء المقبل في مقر قيادة القوات الدولية «اليونيفل»، في منطقة الناقورة الحدودية، بحضور الوفدين العسكريين اللبناني والإسرائيلي، ومساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، وقائد «اليونيفيل» الجنرال ديل كول اختراقأما حكومياً، وبعدما اختراق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري جدار الاستشارات النيابية الملزِمة، بإعلانه ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة الجديدة، بعد عام على مغادرته السراي الحكومي، في موقف جاء أشبه بحجر ثقيل رُمِي في ركود الجمود السياسي، ولا يزال رصْد وقعه يحتاج إلى بعض الوقت، فتعزز احتمال إتمام التكليف في «استشارات الخميس».

وذلك، في ضوء معلومات ترددت ومفادها أن باريس دفعت في هذا الاتجاه، في ضوء جهودها على بعض الخطوط الدولية والإقليمية المعنية بالملف الحكومي في لبنان، ذلك أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد قرن المبادرة الفرنسية تجاه لبنان بحماسة شديدة لترؤس الحريري للحكومة التي ستُشكل لتنفيذ مندرجاتها.

وفيما الشرط الذي حدده الحريري، بموافقة سائر الأطراف على كل مندرجات المبادرة الفرنسية، سيتبلور، كما قال، في حركة المشاورات التي سيجريها مع القوى السياسية>

مرحلة جديدة

ومن بوابة استعداد الحريري للعودة إلى رئاسة الحكومة، بعد قرابة عام على استقالته تحت وطأة «انتفاضة 17 أكتوبر»، انتقلت لعبة التكليف والتأليف إلى مرحلة جديدة، ذلك أن مبادرة الحريري إلى ترشيح نفسه أعادت التوازن إلى المشهد الحكومي. وبالتالي، أصبح هناك مرشح علني ذو حيثية تمثيلية وشعبية، فضلاً عن أن ترشيحه كان ولا يزال مطلباً، حتى لمن يعتبرهم خصومه.

وفي المحصلة، فإن مصير الاتجاهات الحاسمة، التي سيتخذها الاستحقاق الحكومي، قد يكون أمام أسبوع مفصلي فعلاً، من شأنه إما أن يدفع البلاد نحو مفترق انفراجي، إنْ جرى التوافق على تكليف الحريري أو على مخرج آخر، وإما سيتخذ المأزق طابعاً خطيراً، في حال برزت تباينات وانقسامات عميقة لن تسمح بإتمام التكليف، الخميس المقبل.

Email