قصة خبرية

وهب الله.. يمني أزهقت الميليشيا أرواح أبنائه الثلاثة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتسلّق وهب الله حسن مهدلي «65 عاماً» بيوت القش أو «العشش» لترميمها أو بنائها، في صعوبة بالغة، فيما يقضي أغلب أيام الأسبوع في هذا العمل المضني رغم تقدمه في العمر، وتعاقب الأمراض على جسده والفواجع على قلبه.

توقّف وهب الله القاطن في قرية الكداح التابعة لمديرية الخوخة جنوب الحديدة عن العمل منذ زمن طويل، بعد أن كبر أولاده الثلاثة وانخرطوا في أعمال خاصة وحملوا عنه المسؤولية في الإنفاق على الأسرة، إلّا أنّ الإجرام الحوثي لم يرق لها رؤية كهل يستريح من متاعب الحياة ويهنأ في آخر سنواته، إذ اختطفت أولاده واحداً بعد الآخر.

يروي وهب الله لـ «البيان» بأنفاس متقطعة وكلمات تبللها الدموع قصته التي بدأت مطلع العام 2018، عندما أيقنت ميليشيا الحوثي أنّها ستغادر قريته بعد تقدّم القوات المشتركة نحوها، مشيراً إلى أنّ أغلب سكان القرية غادروا منازلهم، إلّا أنّه رفض وأصرّ على البقاء في منزله مع أسرته، يحدوه الأمل في أن تسير الأمور على ما يرام بعد انسحاب الميليشيا من القرية، إلّا أنّ الميليشيا ظلّت متمترسة على تخوم القرية، ولم تتوانَ عن إطلاق القذائف ووابل رصاصها على القرية ليخترق رصاص الميليشيا المنزل واستقرت إحداها في رأس ابنه أمين «20 عاماً»، فيما لم تجدِ محاولات إسعافه إلى أن فارق الحياة وسط أبيه وأمه وإخوته.

وأضاف وهب الله: «لم تتوقف مأساتنا هنا، فبعد شهرين من رحيل أمين كان ابني الأكبر حسن «25 عاماً» يستقل دراجته النارية مع اثنين من أصدقائه عائدين من مدينة حيس، وعندها كانت عناصر الميليشيا قد تسللت في جنح الظلام وزرعت لغماً أرضياً في الطريق العام والذي انفجر في دراجة حسن وقطعه إلى أشلاء مع صديقيه اللذين كانا معه، رحل حسن إلى الأبد تاركاً زوجة وثلاث بنات أكبرهن لا يزيد عمرها عن الرابعة».

لم يتبقَ لوهب الله سوى ياسر «15 عاماً» الذي كان يذهب إلى البحر للصيد والعودة إلى الأسرة بما يسد حاجتها من الغذاء. لم تكد تمضي سوى أربعة أشهر على رحيل أمين، حتى اختفى ياسر بعد ذهابه إلى البحر مع عدد من الصيادين، إذ لا تزال الألغام البحرية والزوارق المفخخة الحوثية تملأ البحر.

 

يقول وهب الله: «اكتملت المأساة وفقدت آخر أبنائي ولم يبقَ سوى الأطفال الصغار من أولادي وأحفادي، فاضطررت للعودة إلى العمل من جديد لإعالتهم رغم معاناتي الشديدة من آلام المفاصل والكثير من الأمراض التي ألمت بي».

 

 

Email