قصة خبرية

فاطمة.. لاجئة سورية ساعدتها الإمارات على تجاوز مأساتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تتوقّع الشابة السورية فاطمة اللباد «28 عاماً» أن يفتح لها توجهها إلى المخيم الإماراتي - الأردني «مريجيب الفهود»، خياراً وآفاقاً جديدة تبث فيها الراحة وتمنحها الاستقرار، إذ لجأت فاطمة والتي وصلت إلى الأردن في العام 2014 وأقامت في مخيم الزعتري، لتقرّر بعد نحو عام الانتقال إلى المخيّم الإماراتي علّها تجد الأمان الذي يبحث عنه وتحلم به.

تروي فاطمة قصتها وتشبهها بأنّها مغامرة شديدة الخطورة، لاسيّما أنّها من ذوي الهمم إذ تعاني التقزّم منذ الصغر، فيما يمثّل الانتقال بعيداً عن الأسرة في مثل حالتها تحدياً صعباً. تقول فاطمة: «حملت أحلامي وهواجسي وأدرت بوصلتي نحو هذا المخيم، وبفضل الله عز وجل حصلت على ما أتمنى واستطعت بفضل الله ومساعدة الهلال الأحمر الإماراتي أن أثبت ذاتي وأتطوّر». تعمل فاطمة الآن مشرفة على عاملات الخدمات في المركز الطبي التابع للهلال الأحمر الإماراتي.

وتقول: «بعد فترة من الوجود في الأردن تغيرت الكثير من الأحداث المحيطة بي، إذ عادت أمي إلى سوريا، وانتقل إخوتي للعيش في العاصمة عمّان، فيما عاد ابن أخي والذي كان الأقرب لي في المخيم الإماراتي إلى سوريا، ورغم أنّ أخي يحاول إقناعي دوماً بالعودة لمخيم الزعتري إلّا أنني أشعر بالراحة هنا بعد أن وجدت نفسي في عملي وحياتي الخاصة، لا أنكر أنني شعرت بالقلق والخوف جراء جائحة كورونا، لكنني أرى مدى الالتزام بالإجراءات في المخيم والحرص الشديد على اللاجئين وصحتهم، في المخيم أجري فحوصات دورية على صحتي، وهذه الفحوصات مجانية، فهم يبذلون كل الجهود لتمكين اللاجئين ولمساعدتهم لتأسيس حياة طبيعية».

تسعى فاطمة إلى اكتساب المهارات ويتملكها الشغف في تعلم مهنة الخياطة، إذ تحب تصميم الملابس، فيما تحلم أيضاً بالعودة إلى إكمال تعليمها الذي توقف بفعل الحرب واللجوء.

تقول فاطمة: «الآن أصبحت أخطط للمستقبل، الحياة التي أعيشها في المخيم مريحة وتمنحني الفرصة للتفكير والحلم بغد أفضل، أحصل والحمد لله على راتب جيد وتوفّر لنا هيئة الهلال الأحمر الإماراتي كوبونات للمواد الغذائية لتيسير سبل حياتنا وتوفير المتطلبات التي نحتاجها، رغم أنّ أسرتي بعيدة عني وأغلبهم في سوريا، فيما آخرون في الأردن ولكن خارج المخيم، إلّا أنني لم أشعر بالوحدة يوماً فهنالك أسرة هيئة الهلال الأحمر، وأيضاً الأصدقاء والجيران جميعهم يحيطوني بالمحبة والاهتمام. وتحلم فاطمة بالعودة إلى سوريا بعد استقرار الأوضاع، مشيرة إلى أنّه ليس من السهل الحصول على الفرص التي وفرتها لها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في أي مكان آخر.

Email