«كورونا» يؤزّم أوضاع مزارعي الورود والفراولة في غزّة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حسرة وألم كبيرين يتفقد المزارع أحمد أبوحليمة مزرعته المملوءة بالزهور الرائعة ذات الألوان المتنوعة، والروائح الفواحة، والتي فقدت رونقها وجاذبيتها أخيراً، بسبب الإجراءات المشددة، التي فرضتها جائحة «كورونا». تعرّض أبوحليمة لخسائر فادحة جراء تفشي فيروس «كورونا» في القطاع، فيما لم تتسبّب هذه الخسائر في وقف مصدر رزقه فقط، بل أوقفت كذلك مصادر رزق الكثير من عائلات القطاع، التي كانت تساعده في زراعة الورود، وجني الزهور في مواسم البيع المتعددة، وعلى رأسها حفلات التخرج في الجامعات والأفراح، وغيرها من المناسبات السعيدة.

يقول أبوحليمة: «منذ مارس وأبريل الماضيين تعرضنا لخسائر كثيرة بسبب «كورونا»، كان حينها الفيروس منتشراً في الضفة، ولم ينتشر بعد في القطاع، لكن إجراءات الإغلاق تسببت في خسائر فادحة لنا»، مشيراً إلى أن الزهور تعرّضت للذبول خلال هذه الفترة، وتحتاج الآن إلى عناية فائقة ونفقات كبيرة لحمايتها. وأكد أبوحليمة أن زراعة الورود عملية إنتاجية تسهم في الحد من الفقر والبطالة لبعض عائلات القطاع، ما يستدعي دعمها. وأضاف: «توقف التصدير للخارج بفعل أزمة «كورونا» خلق أزمة وخسائر فادحة، بسبب أن تكلفة الدفيئات، التي تزرع فيها الورود عالية مقارنة بالمحاصيل الزراعية الأخرى».

صعوبات وأضرار

وفي بلدة بيت لاهيا شمال شرق قطاع غزة، ينهمك المزارع جميل اللوح في متابعة العمال، الذين يواصلون زراعة شتول الفراولة في أرضه البالغة 10 دونمات. ويعتبر اللوح واحداً من ضمن عشرات المزارعين، الذين تضرروا بفعل جائحة «كورونا»، إذ تسبّب الفيروس في صعوبات كبيرة بتأمين العمّال، إذ إن الكل متخوف من انتقال العدوى له وأفراد عائلته، فضلاً عن تأثير فرض حظر التجول، الأمر الذي حرم المزارعين من الوصول إلى أرضهم، وأتلف الشتول، التي أعدّها المزارعون استعداداً للموسم.

تكبّد اللوح خسائر فادحة عندما اضطر لاستبدال الشتول التالفة بأخرى جديدة، لا يعلم ما إذا كانت ستنمو بشكل جيد أم لا في ظل قطوعات الماء والكهرباء. يضيف اللوح لـ«البيان»: «أجرة العامل اليومية 40 شيكلاً، دفعت حتى الآن 14 ألف شيكل في ظروف اقتصادية صعبة، لا تخفى على أحد»، معرباً عن خشيته من عدم تمكنه من تسديد كامل المبلغ حال استمرار الجائحة.

Email