تقارير «البيان»

الاتفاق التاريخي تجسيد لرسالة السلام الإماراتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعبت دولة الإمارات دوراً كبيراً ومحورياً في إحلال السلام بالسودان، إذ عكفت على لم شمل الفرقاء السودانيين على طاولة التفاوض، عبر منبر جوبا، لتثمر الجهود التي بذلتها الإمارات، في التوقيع على اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة، ليطوي السودان بهذا الإنجاز، سنوات طوال من الحرب الضروس، في تجسيد لرسالة السلام التي تحمل لواءها دولة الإمارات.

ويشير القيادي بقوى الحرية والتغيير، نور الدين صلاح الدين، في تصريحات لـ «البيان»، إلى أنّ دولة الإمارات، لعبت دوراً محورياً بعملية السلام في السودان، وقادت اتصالات مكثّفة لدفع مختلف الأطراف للجلوس إلى طاولة التفاوض، وقدّمت الدعم لإنجاح عملية التفاوض التي جرت في جوبا.

ولفت صلاح الدين، إلى أنّ التوقيع على اتفاق السلام، خطوة كبيرة للأمام في مسار الثورة السودانية، وأحد أهم الأهداف التي تضمنتها الوثيقة الدستورية، متوقعاً أن تشهد الأيام المقبلة تحولات إيجابية كبيرة نحو التأسيس للاستقرار في السودان، عبر توسيع دائرة الشراكة لإدارة المرحلة الانتقالية، وضخ دماء جديدة على السلطة في مستوياتها السيادية والتنفيذية، من خلال إشراك قادة الحركات المسلحة في عملية البناء الديمقراطي، وإنفاذ مهام الفترة الانتقالية.

وكشف القيادي السوداني، عن أنّ الأيام المقبلة، ستشهد التوجّه نحو استكمال هياكل السلطة الانتقالية، عبر تشكيل المجلس التشريعي، مشيراً إلى أنّ اتفاق السلام، سيشرع الأبواب أمام بقية الحركات المسلحة، التي لا تزال خارج العملية السلمية. وأوضح صلاح الدين، أنّ اتفاق السلام، سيحقق مكاسب كبيرة للمتأثرين من الحرب في معسكرات النزوح واللجوء، وسيحل قضايا كل السودانيين، على اختلاف مناطقهم، باعتباره خاطب كل قضاياهم.

مسارا دعم

بدوره، أوضح المحلل السياسي محمد علي فزاري، في تصريحات لـ «البيان»، أن دعم دولة الإمارات لعملية الاستقرار والسلام في السودان، جاء على مسارين، وذلك من خلال مسار الدعم الاقتصادي، منذ بداية التغيير في أبريل 2019، عندما كان السودان في أمس الحاجة إليه، وذلك عندما خصصت دولة الإمارات، والمملكة العربية السعودية، ثلاثة مليارات دولار لدعم الشعب السوداني في عملية الانتقال، إلى جانب المسار الثاني، والمتمثّل في الدعم السياسي، من خلال رعايتها لعملية السلام، حتى تكللت تلك الجهود بتوقيع الاتفاق في جوبا.

وأضاف فزاري أنّ الدور الكبير الذي لعبته دولة الإمارات في اتفاق السلام، تجسيد لرسالة السلام التي تحملها، والتي بدأت تتنزل على أرض الواقع، لخلق الاستقرار في المنطقة. وأكّد فزاري، أنّ دور دول الإمارات كان محورياً في الاتفاق، من خلال إقناعها كل الحركات المسلحة والقوى السياسية الأخرى، بضرورة الوصول إلى السلام، وذلك لما تمتلكه من ثقة كل الأطراف، وتواصلها المستمر والدؤوب معهم، والذي أثمر عن توقيع الاتفاق.

Email