قصة خبرية

منذر.. عاد إلى منزله فاستقبلته قذيفة حوثية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أيام قلائل من نزوحه مع أسرته إلى مدينة الخوخة جنوب الحديدة، عاد منذر عبده حسين (12 عاماً) إلى قريته بفرح وغبطة، حيث كانت القوات المشتركة في الساحل الغربي قد حسمت المعركة وحررت قرية «الكداح السفلى» من قبضة ميليشيا الحوثي الإيرانية، لكن قذائف الجماعة الإرهابية كانت لا تزال تزور القرية وتبعث روائح الموت والرعب بين سكانها من حين لآخر، وكانت إحدى هذه القذائف أطلقت في أحد أيام مارس 2018 واستهدفت دكاناً صغيراً بأطراف القرية صادف وجود الطفل منذر وعدد من أقرانه بجواره.

وفي حديثه لـ «البيان» يسترجع منذر ذكريات الحادث الأليم بأسى، حيث كان يقف بباب الدكان وكان أصدقاؤه يبعدون عنه عدة أمتار عندما وقع دوي انفجار هز الأرض تحت قدميه الصغيرتين، كانت قذيفة الهاون الحوثية قد سقطت على بعد أمتار من منذر وأصدقائه الصغار مستهدفة ساحة لعبهم.

ويضيف: كان انفجار القذيفة مخيفاً ومرعباً لا أعرف كيف أصفه، لم أشعر بشيء لحظة الانفجار سوى بالدوار وكان الدخان والغبار قد بدأ يخنقني، مشيت قليلاً ثم سقطت ولمحت ابن عمي غارقاً بدمائه، فعرفت أنه مات حقاً للتو، صرخت بأعلى صوتي ثم أغمي عليّ.

أسعفوني إلى المستشفى الميداني بالخوخة التابع للهلال الأحمر الإماراتي، وهناك أفقت والألم يمزق رجلي وظهري ورأسي من أثر الشظايا التي لا يزال معظمها منغرساً بجسدي، مكثت بالمستشفى عشرة أيام لا أستطيع الحركة، ثم بدأت المشي باستخدام العكازات حتى عدت إلى وضعي الطبيعي.

ويواصل حديثه بحرقة عن الجريمة الحوثية وما خلفته على صحته الجسدية والنفسية: أتذكر ما حدث ذلك اليوم بكل تفاصيله المأساوية، ولفترة طويلة كانت الكوابيس تلاحقني في صحوي ومنامي وكثيراً ما تداهمني المخاوف والرهاب كلما توقعت سقوط قذيفة حوثية أخرى في أي لحظة، وكلما خطر بذهني المشهد المرعب الذي عشته أنا وأطفال القرية وفقدت فيه ابن عمي وصحتي، فما زالت بعض الشظايا عالقة بظهري ورأسي بعد سنتين من الحادث.

Email