المعاهدة مقدمة لتغيير الصورة النمطية للعرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لفترات طويلة عندما كان يُسأل سكان الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عن الشرق الأوسط، كانت إجاباتهم متشابهة، وكلها كانت تقول إن الساكنين في هذه البقعة من العالم «يحاربون طول الوقت» وعندما طلبت إحدى الجهات المتخصصة في استطلاع الرأي وبناء الصورة من الأطفال رسم صور لهذه المنطقة كانت رسومهم قاتمة حيث صوروا أبناء هذه الدول وهم «يحملون البنادق»، و«يذخرون المسدسات».

هكذا تم رسم «صورة نمطية» عن سكان المنطقة. وربما نشأت هذه الصور السلبية عن المنطقة لدى هؤلاء الأطفال بفعل الحروب التي شهدتها العقود الأخيرة وحرائق ما يسمى «الربيع العربي» التي نشرت الفوضى والتخريب.

وسط كل هذه المشاهد من الحروب وسفك الدماء تعمل الإمارات على رسم الصورة الحقيقية التي تمثلها وفق «مفهوم جديد» و«أساليب غير كلاسيكية» والهدف منها طي صفحة حروب الماضي، والبدء بمرحلة جديدة من «التعايش بين الأمم».

صورة مشوهة

الصورة النمطية عن العرب لدى إسرائيل كانت مشوهة للغاية، واستغل اليمين المتطرف في إسرائيل هذه الصورة في الاستمرار في الحكم، ورفض كل المقاربات السياسية التي طرحت في الماضي بحجة أن العرب يريدون إلقاء إسرائيل في «البحر»، وانتقلت هذه الصورة من إسرائيل إلى الغرب الذي أنتج الأفلام والمسلسلات والمسارح التي تقدم العربي في صورة المتعطش لدماء الإسرائيليين، وأن العرب لن يهدؤوا حتى يتم القضاء على إسرائيل، وهي صورة غير صحيحة وخدمت فقط الساسة الإسرائيليين في كسب أصوات الناخبين في الداخل، والحصول على الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري من الخارج، وشاركت بعض الأصوات في المنطقة في تغذية هذه الصورة من خلال ادعاء البعض أنهم لا يقبلون حدود 4 يونيو 1967، وأنهم سيعيدون الإسرائيليين إلى البلاد التي جاؤوا منها، وحقيقة الأمر أن هؤلا أعطوا مادة دسمة للمتطرفين في إسرائيل ليرسموا «صورة ذهنية» و«صناعة رأي عام» سلبي تجاه الفلسطينيين والشعوب العربية.

زيارة القدس

هناك معيار عالمي يقول إن السياحة والزيارات المتبادلة بين الشعوب هي أفضل وسيلة لتحقيق أمرين، الأول هو «تغيير الصورة النمطية» لدى كل طرف عن الآخر، والثاني أن الاحتكاك السياحي يقلل من مساحة التطرف الديني والعرقي والطائفي، وحقيقة الإنجاز التاريخي للإمارات هي أن معاهدة السلام مع إسرائيل تسمح ولأول مرة بزيارة الأماكن المقدسة في القدس وبخاصة المسجد الأقصى، وهو ما سيغير الصورة النمطية لدى سكان إسرائيل عن العرب والمسلمين الزائرين، كما سيغيّر الصورة لدى العرب والمسلمين عن الإسرائيليين من خلال الاحتكاك المباشر.

Email