هل سيختفي "كورونا" في الجزائر؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشهد المنحنى الوبائي في الجزائر تراجعاً ملحوظاً فبعد أن كان عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بالمئات بات اليوم بالعشرات في انخفاض يومي وبأعداد متقاربة تعكس مدى النتائج الإيجابية التي حققتها الحكومة بالتنسيق والتعاون مع جميع الفاعلين من جمعيات ومجتمع مدني وإجراءات وبروتوكول صحي عام.

أعلنت وزارة الصحة الجزائرية، أمس الخميس، تسجيل 179 إصابة جديدة بالفيروس، خلال الـ24 ساعة الأخيرة.

وحسب الناطق الرسمي للجنة متابعة تفشي الفيروس د. جمال فورار، تم تسجيل 116 حالة شفاء جديدة من الفيروس.

وأعلن فورار أول أمس أن الإصابات كانت 186 بعدما أعلن الثلاثاء عن 191 حالة إصابة ويوم الاثنين عن 197 حالة ويوم الأحد 203 حالات.

وكانت حصيلة الإصابات حتى نهاية الشهر الماضي بالمئات، إذ أعلنت وزارة الصحة الجزائرية يوم 31 أغسطس الماضي عن تسجيل 348 حالة، وقبل ذلك سجلت الجزائر أرقاماً قياسية.

ويقول المواطن الجزائري سالم كور عادل (31 عاماً) لـ«البيان» إن سلوكيات الجزائريين تغيرت فعلاً فبعد أن كان هناك اعتقاد لدى الكثيرين بأن لا وجود لشيء اسمه «فيروس كورونا» على أرض الواقع باتت هناك مشاهد التزام واضحة في المناسبات الاجتماعية، إذ يقتصر الحضور على الأقارب فقط في الأعراس بعد أن فتحت الحكومة مجدداً لإبرام عقود الزواج، فيما أشار عادل إلى ارتداء العديد من الجزائريين الكمامات لاسيما في المواصلات العامة بين الولاية (المحافظة) الواحدة، كما تشهد المقاهي والمطاعم أيضاً التزاماً بالإجراءات.

أما أ.د مراد عبيد أستاذ جامعي بجامعة عنابة الجزائرية فيرى أن انفتاح الجزائريين على الخارج من خلال وسائل الإعلام والأخبار الدولية المتلاحقة حول الوباء خلقت شيئاً من الخوف لدى المواطنين، وأن «كورونا» فيروس عابر للحدود والأجناس، وهو ما دفع بالمواطن الجزائري لإعادة حساباته والاقتناع بضرورة التقيد بإجراءات الوقاية والسلامة، لافتاً إلى أن تراجع الوباء بوتيرة ثابتة قد يوصل البلاد إلى حالة صفر «كورونا»، وهو ما ينتظره جميع الجزائريين، على حد قوله.

 وحول تراجع المنحنى الوبائي شدد وزير الصحة الجزائري عبدالرحمن بن بوزيد على ضرورة استغلال فرصة استقرار الوضعية الوبائية الناجمة عن تفشي كوفيد 19 في بلاده «لتعزيز قدراتنا المادية والبشرية ومخزوننا من الكمامات وكل وسائل الوقاية تحسباً لأي موجة أخرى»، معتبراً أن «النتائج التي تم تحقيقها في مواجهة جائحة كورونا مرضية، خاصة أننا انتصرنا في معركة من حرب على عدو احتل كل العالم».

وقال بن بوزيد: «إن الارتفاع الكبير لعدد المصابين بهذا الوباء على مستوى بعض الدول جعل العديد يتساءل ويشكك في صحة الأرقام المقدمة حول هذا الفيروس بالجزائر وكل من يشك في ذلك فعليه بالذهاب إلى المستشفيات»، مضيفاً أن هذه الأخيرة خفّ عليها الضغط بشكل كبير وستقوم باستئناف عملها العادي خاصة العمليات الجراحية حسب الأطقم الطبية وعدد الأسرة.

وبخصوص تحذيرات المنظمة العالمية للصحة من بروز موجة أخرى من الوباء في فصل الشتاء أكد بن بوزيد أنه «تم اتخاذ كل الاحتياطات بالتنسيق مع كل القطاعات والإدارات من خلال التقيد بالبروتوكولات الصحية لمجابهة هذا الفيروس الذي يتغير كل مرة».

وفي معرض حديثه عن جديد اللقاح أشار وزير الصحة الجزائري إلى أن «هناك 250 لقاحاً، وأن المنافسة كبيرة في هذا المجال، ولذلك قامت الجزائر بإمضاء اتفاقية في الـ30 أغسطس الماضي للتضامن مع عديد الدول لتكون من الأوائل في الحصول على أفضل لقاح يكون مضموناً ومجرباً وبأحسن الأسعار، حيث إن سعره يتفاوت ما بين 3 إلى 40 دولاراً للجرعة الواحدة».

Email