«كورونا» يقضّ مضاجع اللاجئين السوريين في المخيمات

لاجئون يتجولون في ساحات مخيم الزعتري أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحيط تفكير اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء حالات من الخوف والفزع ناتجة عن إصابات جديدة لفيروس «كورونا» المستجد، فالمخيمات منذ إعلان اللحظة الأولى لتسجيل إصابات في الأردن، وهي مغلقة أي منذ شهر مارس، وقبل ما يقارب الشهرين تم منح تصاريح العمل بشكل محدود، وتحت شروط معينة تبعاً للظروف الاستثنائية الناتجة عن الوباء.

قبل أيام أعلن تسجيل إصابات، وصلت حتى الآن إلى خمس إصابات للاجئين في مخيمي الزعتري والأزرق، ونقلوا إلى منطقة البحر الميت لعزلهم، وتم تعقب الحالات المخالطة، هذا الإعلان بث القلق في العائلات اللاجئة، التي ما لبثت أن تستقر، وأن تجد المأوى بعد ظروف الحرب.

بيئة رملية

تقول أم باسل شبانة، وهي أم لثلاثة أطفال تقطن في مخيم الزعتري: «في البداية لم نكن نشعر بالقلق خصوصاً أن المخيم مغلق علينا، ولا يوجد ما يهدد صحتنا وصحة أطفالنا، أكثر ما زاد من قلقي هو أنني حامل ومناعتي الآن منخفضة، وأطفالي صغار، وأجواء المخيم ليست بالصحية، فنحن في الأوضاع العادية نعاني دوماً من أمراض الربو وغيرها من الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي، بسبب بيئة المخيم الرملية وهذه الأمراض تزداد حدتها مع فصلي الخريف والشتاء».

تضيف أم باسل: «إنني كوني أماً تقلق على عائلتها، اتبعت التعليمات، التي تنصح بها وزارة الصحة الأردنية من تباعد وتعقيم مستمر ولبس الكمامات، إضافة إلى الاهتمام بأن يحرص زوجي على الالتزام بهذه التعليمات وخصوصاً أنه يخالط العديد من الناس كونه يعمل حلاق والتواصل بينه وبين الناس مستمر، أضف إلى ذلك أنني أقرأ بشكل مستمر كيفية تحسين المناعة من خلال الطعام».

من جهته، يرى أبو وسيم خلف وهو أب لثلاثة أطفال من سكان الزعتري أن القلق ناتج عن أسباب أهمها أن المدارس بدأت وأن الأهالي قلقون على أولادهم، إضافة إلى أن أوضاع الأسر الاقتصادية ليست بالجيدة، ومع الوباء زادت الضغوطات عليهم، والخوف من أن يصاب أحدهم وأن يحتاج إلى رعاية مضاعفة تحتاج إلى دخل إضافي. يجد أبو وسيم أن في بداية الوباء ونتيجة إغلاق المخيم كانت الحياة تمشي بمسارها الطبيعي، مع وجود بعض الإجراءات، أما الآن فالوضع اختلف وهنالك وعي من قبل الأهالي وتباعد ملحوظ وتقيد بالتعليمات، فالإصابات أصبحت بيننا، وجميعنا يفكر في الأطفال وكبار السن، ولا نرغب أن ترتبك حياتنا من جديد.

جهود المفوضية

أما ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن دومينيك بارتش فقال في «بيان» حول انتشار «كورونا» في مخيمات اللاجئين: «منذ ظهور فيروس «كورونا» في الأردن، ونحن نستعد لوجود حالات في مخيمات اللاجئين. حدث ما كنا نأمل ألا يحدث، ولكن مع ذلك، تمت الإصابة ونحن مستعدون لها».

وأضاف: «في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قمنا ببناء مناطق الحجر الصحي والعزل الذاتي في مخيمي الزعتري والأزرق خصيصاً لهذا الغرض. في الوقت الحالي، يتم إيواء العائلات، التي كانت على اتصال بالأفراد الذين ثبتت إصابتهم هذا الأسبوع بهذه المواقع، كما تم إنشاء مراكز الفحص والعلاج في كلا المخيمين».

وختم قائلاً: «من الواضح أن التطورات التي حدثت هذا الأسبوع كانت حالة مقلقة للجميع، ولكن بشكل خاص للاجئين، الذين يعيشون في المخيمات، فالأماكن المزدحمة وظروف المعيشة الضيقة تجعل التباعد الاجتماعي أمراً صعباً، ولكن في الحقيقة أن اللاجئين يبذلون قصارى جهدهم لتقليل مخاطر انتقال العدوى».

Email