«كورونا» يحاصر فاكهة الفلسطينيين المدللة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في مثل هذا الوقت من كل عام، تكتسي مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، حلتها الصفراء والخضراء، التي تخطف الأنظار بجمالها ورائحتها العطرية المنتشرة بالمكان، مبشرة بحلول موسم قطف فاكهة الجوافة، التي ارتبط اسمها بالمدينة، وباتت جوافة قلقيلية، هي الأفضل والأشهى، ويعتبرها الفلسطينيون المغتربون، أثمن هدية تصلهم من الضفة الغربية، كونها الفاكهة المدللة عند الفلسطينيين، لحلاوة مذاقها من جهة، ولندرة وجودها من جهة أخرى، فموسم الجوافة ضيف عزيز، يحل في أواخر شهر أغسطس من كل عام، ويرحل سريعاً من نهاية شهر أكتوبر.

وتوفر الرطوبة العالية وكثرة المياه الجوفية، جعل منطقة قلقيلية مكاناً مناسباً لزراعة الجوافة، التي تصنف من المحاصيل الاستوائية، ويعتمد عليها الأهالي بشكل كبير، كمصدر رزق ودخل أساسي.

في مثل هذا اليوم من كل عام، كانت تشهد قلقيلية إقبالاً كبيراً من الزائرين للاحتفال بموسم قطاف الجوافة، خلال مهرجان سنوي، اعتادت مؤسسات المدينة على تنظيمه، كان يتم فيه تسويق الجوافة على مستوى محافظات الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، إلا أن جائحة «كورونا»، التي اجتاحت العالم، قلبت كل المقاييس، بعد أن تقرر إلغاء المهرجان هذا العام، لمنع التجمعات، وتحقيق التباعد الاجتماعي، فانعكس الأمر سلباً على المزارعين، بعد أن تكدس المحصول لقلة إقبال المتسوقين.

المهندس أحمد عيد مدير دائرة الزراعة في محافظة قلقيلية، قال لـ «البيان»، إن ثمار الجوافة لهذا العام، تأثرت بعاملين، أولهما الناحية المناخية، والثاني «كورونا»، فموجة الحر التي حلت في المنطقة، أدت إلى تلف الأزهار والثمار قبل نضجها، ما أدى إلى تراجع كميات الثمار إلى النصف تقريباً، فقد كان الإنتاج السنوي العام الماضي، حوالي 16 ألف طن، بينما العام الجاري يقدر بـ 10 آلاف طن، فقد انخفض الإنتاج إلى 40 في المئة تقريباً.

وأشار عيد إلى أن الموسم يعاني من انتكاسة واضحة بالتسويق، بسبب القدرة الشرائية المتدنية لدى الفلسطينيين، فالناس بالكاد تتدبر أمورها الأساسية هذه الأيام، بعد أن ضربت «كورونا» غالبية القطاعات الاقتصادية في الضفة الغربية.

ولفت إلى أن ثمرة الجوافة، لا تحتمل التخزين أو الانتظار أياماً قليلة، فهي فاكهة يتم تناولها فوراً بعد قطف ثمارها، إذ تختلف كلياً عن فواكه الحمضيات أو ثمار الأفاكادو، التي تتحمل الانتظار فترة طويلة.

Email