استقالة السراج تصدم أردوغان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تراوحت مواقف المسؤولين الأتراك من إعلان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية عن نيته الاستقالة، بين محاولات التفنيد والتشكيك وصولاً إلى التعبير عن الأسف عن فقدان حليف مهم. وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، انزعاج أنقرة من قرار فايز السراج، التنحي عن منصبه، الأمر الذي فسّره مراقبون، بأن تركيا لم تكن على علم بقرار الاستقالة، وأنّ السراج لم يتشاور مع من حوله من مسؤوليها، وإنما تم فرضه عليه من جهات أخرى.

وأشار المراقبون، إلى أنّ تركيا فوجئت بما ورد في كلمة السراج، لافتين إلى أنّ الأتراك أدركوا أنّ ضغوطاً مورست لدفع السراج لإعلان استقالته من أجل التمهيد للحل السياسي وفق مخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة، واجتماعات مونترو السويسرية وبوزنيقة المغربية، والتي تجمع على تشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة وحدة وطنية. وأوضح المراقبون، أنّ قرار السراج الاستقالة جاء بضغط مباشر من واشنطن التي عادت بقوة إلى الساحة الليبية، وطرحت جملة من الاقتراحات لتحقيق الحل ومن بينها تثبيت وقف إطلاق النار، وتشكيل سلطات جديدة تباشر عملها من سرت التي ستتحول لعاصمة مؤقتة منزوعة السلاح.

وتأكيداً على دور واشنطن، أكدت السفارة الأمريكية لدى ليبيا، دعمها رسالة بعثة الأمم المتحدة للدعم وتقديرها إعلان السراج اعتزامه الاستقالة، بما يحقّق مصالح الشعب الليبي في نهاية المطاف. وقالت السفارة في تغريدة على «تويتر»: «آن الأوان لجميع القادة الليبيين للعمل من خلال العملية التي تيسرها الأمم المتحدة لاستعادة سيادة بلادهم، في الوقت الذي تسعى فيه عناصر مختلفة إلى خدمة مصالحها الضيقة، يجب أن يكون الحوار الليبي - الليبي الشفاف والشامل هو المبدأ التوجيهي، حيث يتولّى الليبيون مسؤولية مستقبلهم السياسي وزمام مواردهم الوطنية».

بدورهم، أعلن مسؤولون ليبيون، أنّ الأيام القادمة ستشهد إطلاق جولة جديدة من حوار جنيف للاتفاق على المجلس الرئاسي الجديد. وكشف عضو المجلس الأعلى للدولة، محمد معزب، عن مساعٍ كبيرة تبذل لعقد اجتماع للجنة الحوار أواخر سبتمبر الجاري أو مطلع أكتوبر المقبل في جنيف، لافتاً إلى أنّ الجهود تنصب في اتجاه التوافق على تشكيل الرئاسي المصغر من رئيس ونائبين، وتسمية رئيس للحكومة.

Email