لبنان.. ساعات حاسمة لتحديد بوصلة التأليف الحكومي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال الغموض يلفّ مسلسل التأليف الحكومي في لبنان، في الوقت الذي تآكلت فيه مهلة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في معظمها، ولم يبقَ منها سوى ساعات معدودة، إذ تنتهي زمنياً غداً، في وقت حُكِي عن إمكان أن يؤجل الرئيس المكلف مصطفى أديب تسليم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تشكيلته الحكومية إلى ما بعد المهلة المبدئية التي وضعها الفرنسيون لإعلان الحكومة.

وعشية انقضاء مهلة الأسبوعين، التي حددها الرئيس الفرنسي لإعلان «حكومة مهمات» برئاسة مصطفى أديب، تجدر الإشارة إلى ثلاثة احتمالات في هذا الشأن: إعلان الحكومة بما ينسجم مع «وثيقة التفاهم» الشفهيّة المتفق عليها بين الجانب الفرنسي وأركان الطبقة السياسية، طلب مهلة إضافية لتذليل العُقد، أو إعلان الرئيس المكلّف عدم تمكنه من البقاء في دائرة المراوحة وإجراء ما يلزم من مشاورات للسير في الاتجاه الذي يراه مناسباً.

وفيما المهل الحكومية تزداد اختناقاً، والصمت ما زال سيد المشكلين، استعاد سياسيون لبنانيون كلمة الرئيس الفرنسي، في زيارته الثانية للبنان مطلع الشهر الجاري، إذ قال: «أنا أضع على الطاولة الأمر الوحيد الذي أملكه، وهو رصيدي السياسي». والظاهر أن الرهان الذي تحدث عنه ماكرون مع بداية سبتمبر أصبح واقعاً، ذلك أن رصيده السياسي، بحسب القراءات المتعددة، صار على المحك، في ظل الأخذ والرد الذي يتحكم في تشكيل الحكومة، وفي ظل التعثر الذي بدأ يطبع عملية التشكيل. وذلك، وسط صعوبة التسليم تماماً بالمعطيات الداخلية وحدها، لأنها تخضع لتوجيهات داخلية، في حين أن اللاعب الأساسي في تقرير وجهة الحدث الحكومي يتمثل بفرنسا.

غموض.. وترقّب

وتزامناً مع انقضاء 13 يوماً على تكليف أديب، فإن لا بوادر إيجابية على صعيد زيارته المرتقبة للقصر الجمهوري اليوم، ما يعني أحد أمرين: إما أن التشكيلة المنتظرة لم تجهز بعد، وإما أن الرئيس المكلف يدرك أن تشكيلته ستواجه بالرفض. وذاك، في ظل المعادلة المطروحة بوضوح: فإما القبول بالمبادرة الفرنسية كما هي، وإما الانهيار والفوضى.وحتى الساعة، لا تزال الصورة غامضة، والسيناريوهات متعددة، ومنها صيغة الأمر الواقع. أما الساعات المقبلة، فتبدو حاسمة، إنْ لجهة خلْق الحلول الوسط.

وبحسب مصادر سياسية معنية، فإن التأليف بات عملياً «عالقاً» بين ضمانة فرنسية، و«مناورات» لبنانية تلتف عليه وتتهيأ لضياع الفرصة الأخيرة المتبقية أمام لبنان للخروج من أزمته. وبالتالي، زاد «حبْس الأنفاس» في ترقب ما سيؤول إليه مخاض تشكيل الحكومة الجديدة.

لائحة

كشفت مصادر لـ«البيان»، أن واشنطن أعدت لائحة طويلة بأسماء سياسيين لبنانيين وغير سياسيين ستشملهم العقوبات، وغالبيتهم تتهمهم واشنطن، في تحقيق مصالح حزب الله على حساب الدولة اللبنانية، بالشراكة معه في عمليات فساد. وعليه، فإن دفعة العقوبات هذه ستصدر في غضون أيام قليلة، وستطاول نحو 10 أشخاص، فيما البارز فيها، كما يتردد، أنها لن تكون محصورة فقط بحلفاء «حزب الله»، بل ستشمل أيضاً شخصيات تنتمي إلى تيارات وأحزاب سياسية مختلفة ومن طوائف مختلفة.

Email