لبنان.. السباق المحموم بين مسار التأليف وعدّاد باريس

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل تأليف الحكومة اللبنانيّة الجديدة في مرحلة العدّ العكسي للمهلة المحدّدة فرنسيّاً، بمعنى السِباق مع الوقت على مستوى معالجة العقَد التي تعوق عمليّة التأليف، في حين لا يزال الرئيس المكلّف مصطفى أديب متمسّكاً بحكومة جديدة كليّاً ومتجانسة، ومؤلّفة من وزراء اختصاصيّين تعطي سِيرهم الذاتية الثقة للّبنانيين، من أجل منْح الحكومة العتيدة الفرصة للقيام بالدور المطلوب منها، وذلك انسجاماً مع المبادرة المتّفق على بنودها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصياً، خلال زيارته الأخيرة بيروت.

وفي ظلّ التأكيد الفرنسي على وجوب احترام مهلة الــ15 يوماً للتأليف، وضرورة الالتزام بتشكيل حكومة إنقاذيّة متخصّصة، غير خاضعة لأيّ تسييس أو محسوبيات في تركيبتها وحقائبها، لكي تستطيع نيْل ثقة المجتمع الدولي، وتعبّد الطريق أمام عقْد مؤتمر دعم جديد لحشد المساعدات للبنان، فإنّ الرئيس المكلّف يبدو متّكئاً على قوّة دفْع، قادرة على ‏تعبيد طريق التأليف، بما يتوافق مع شروط المرحلة لبنانياً ودولياً، ‏ويفسح في المجال أمام لبنان بتحقيق الإصلاحات المطلوبة تمهيداً ‏لفتح باب المساعدات وتحقيق الاستقرار. وهو، لهذه الغاية، حدّد مدّة إقامته في بيروت بشهر واحد غير قابل للتجديد، فإمّا أن ينتقل إلى السرايا الحكوميّة، وإمّا أن يعود إلى برلين مكتفياً بالحقيبة الدبلوماسيّة.

تهديد جدي

وفي السياق، تردّدت معلومات مفادها أنّ تهديد الرئيس المكلّف بالاعتذار، مع انتهاء المهلة المعطاة لتأليف الحكومة، هو تهديد جدّي. علماً أنّ المهلة تراوح بين اليوم، كما يراها البعض، والثلاثاء المقبل، كما يراها بعض آخر. وفي الوقت الذي تسير فيه عملية تأليف ‏الحكومة بتؤدة، قد لا تتيح إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري خلال ما ‏تبقّى من هذا الأسبوع، وهو المتبقّي من مهلة الأسبوعين التي حدّدتها باريس للتأليف الحكومي، في إطار مبادرة ‏لحلّ الأزمة اللبنانية، قبل الشروع في الخطوات اللاحقة، ومنها البدء ‏بتنفيذ الأجندة الإصلاحية وعقد المؤتمر الدولي لدعم لبنان المقرّر ‏منتصف الشهر المقبل في باريس، ارتفع منسوب الكلام عن أنّ الحلّ قد يكون بتمديد المهلة المعطاة للرئيس المكلّف، بتدخل فرنسي وبنصحه بالانفتاح على رأي الأحزاب في اختيار الأسماء، وإلا يمكن حصول حال مواجهة تطيح ولادة الحكومة الجديدة.

وفي الانتظار، وبحسب تقويم الرئيس إيمانويل ماكرون، يُفترض بحكومة العهد الرابعة أن تولد منتصف الشهر الجاري، بعد أن تكون مهلة الـ15 يوماً التي حدّدها لولادة الحكومة قد انقضت. علماً أن لا صدمة فرنسيّة قبل منتصف الشهر المقبل، موعد المؤتمر الدولي الذي أبدى الرئيس ماكرون استعداده للدعوة إليه، ولا حضور رئاسياً فرنسياً إلى لبنان قبل ديسمبر المقبل، موعد زيارة ماكرون الثالثة للبنان.إلى ذلك،وبعد نحو 20 ساعة على اندلاعه، أخمدت فرق الإطفاء أميس الحريق الضخم الذي شبّ في مرفأ بيروت المدمر وطال مساعدات إنسانية في بلد لا يزال يعيش تحت وقع صدمة الانفجار الذي شهده هذا المرفق الرئيس بداية أغسطس الماضي.

Email