انشقاقات وحرب تصفيات تعصف بـ«جبهة النصرة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت الحرب داخل هيئة تحرير الشام الإرهابية واضحة في الآونة الأخيرة بسبب عدة أحداث متسارعة، أظهرت المتغيرات على مستوى هذا التنظيم وإلى أين يتجه في تعقيدات الشمال السوري.

ومنذ التفاهمات التركية الروسية في شمال غرب سوريا حول إدلب، وخفض التصعيد ووقف إطلاق النار بين الفصائل والقوات السورية، يحاول زعيم تنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة)، أبو محمد الجولاني إعادة إنتاج نفسه على المستوى الاجتماعي، وتشويه خصومه من الداخل، بل ذهب الرجل إلى أبعد من ذلك بإلصاق التهم على كل من يشك أنه مشروع انشقاق عن التنظيم الإرهابي. ومنذ أن اعتقل زعيم الهيئة، أبو مالك التلي الشهر الماضي، بدأت ذئاب الهيئة تنهش بعضها الآخر وتحاول أن تتموضع في ظل المتغيرات العسكرية، وعلى رأسهم الجولاني الذي يهندس لعمليات التصفية والإقصاء من أجل البقاء في الصدارة، وتخفيف المنافسين داخل هذا التنظيم الإرهابي في الهيئة.

تطور جديد

وفي تطور جديد على مستوى الصراعات داخل التنظيم، أوضحت «الهيئة» الأربعاء الماضي أسباب اعتقال المدعو عمر ديابي الملقب (عمر أومسين) مطلع الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن أسباب الاعتقال هي إثبات تهم بحقه بالعمل على إنشاء إدارة مصغرة في المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام. ومن اللافت أن الهيئة ركزت في الاتهامات الموجهة إلى الفرنسي المعروف بـ«أومسين»، تتركز على جوانب دينية من أجل تشديد العقوبات عليه وإظهاره إلى الرأي العام المحلي أنه من المتجاوزين على الشرع والحدود الدينية، وهي وسيلة تتبعها الهيئة وبالتحديد زعيم الهيئة من أجل إقصاء كل من يخرج عن الجولاني. وبالعودة إلى محاولات الجولاني إقصاء الخصوم، يمكن الحديث عن حادثة اعتقال المدعو جمال زينية (أبو مالك التلي) الذي كان الذراع الأيمن للجولاني، ومن ثم الإفراج عنه بعد شهر، ليثبت الجولاني أنه الرقم الصعب في الشمال السوري، وخصوصاً بين صفوف الهيئة.

تعاظم الصراع

وتشير هذه الاعتقالات إلى تعاظم الصراع داخل التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري، ناهيك عن حرب التصفيات لقيادات كثيرة في التنظيم لم يعلن عن مرتكبها حتى الآن، وسط أصابع الاتهام إلى الجولاني بشكل شخصي، الذي يريد تصدير نفسه على أنه الرجل القوي في الشمال السوري من دون منازع.

Email