السودان .. تحرّك عربي وطائرات إغاثة تحط في الخرطوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقدت جامعة الدول العربية، اجتماعاً طارئاً «عن بعد» لمؤسسات العمل العربي المشترك، لدعم السودان، معلنة اعتزامها إرسال طائرة تحمل مساعدات إنسانية وإغاثية عاجلة. كما تقرر إنشاء غرفة عمليات بالجامعة العربية لمتابعة تطورات الأوضاع وتنسيق الغوث العربي المقدم إلى الخرطوم، فضلاً عن الاتفاق على أن تكون المنظمة العربية للتنمية الزراعية هي ممثل الجامعة وآلية استقبال المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية، وتقديم الدعم المالي للمتضررين وصغار المزارعين.

ووصلت إلى الخرطوم، أمس، ثلاث طائرات مصرية محملة بالمواد الإغاثية ضمن الجسر الجوي المصري.

استمرار فيضان

وواصل نهر النيل اجتياح المزيد من المناطق في الخرطوم وولايات أخرى، فيما لا يزال آلاف المتضررين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في ظل أوضاع صعبة تنذر بكارثة صحية. وأعلنت وزارة الصحة المحلية في ولاية الجزيرة وسط البلاد، مصرع 10 أشخاص وإصابة خمسة آخرين، مشيرة إلى تأثّر 1269 أسرة، وانهيار 904 منازل جزئياً و247 منزلاً انهياراً كلياً و20 مرفقاً حكومياً ونفوق أعداد كبيرة من الحيوانات.

وغمر فيضان النيل الأزرق، مناطق سكنية جديدة بولاية الخرطوم، فيما نجحت جهود قوات الدفاع المدني من وقف تسرب مياه النيل إلى داخل منطقة البراري بعد تجاوز المياه السد الترابي، فيما غمرت المياه منطقة أم دوم بمحلية شرق النيل، إذ أصبحت 600 أسرة في العراء بعد أن فقدوا مساكنهم. كما ابتلعت مياه الفيضان، مناطق جديدة في أم درمان.

خطر على الآثار

ولم تسلم الآثار في السودان من موجة الفيضانات، إذ تهدّد أمواج فيضان النيل المدينة الملكية أقدم المناطق الأثرية، وباتت المنطقة التاريخية على ضفة النيل الشرقية شمالي مدينة شندي مهددة بالاجتياح، ما استدعى تحرك السلطات في محاولة لإنقاذ المدينة الأثرية. وسارع وزير الثقافة والإعلام، فيصل محمد صالح، بزيارة للمدينة للوقوف على سلامة الآثار، مشيراً إلى أنّ المدينة الملكية تكتسب أهمية كبرى باعتبارها أهم الشواهد على تاريخ وآثار مدينة مروي. وأكّد صالح، أهمية المنطقة والترميمات التي تُجرى عليها قبل فتحها أمام الزوار. وأضاف صالح، إنّ سرعة وصول الجهات المسؤولة للموقع والاطمئنان على سلامته تعكس مدى أهميته.

بدوره، وصفت مسؤولة الترميم بموقع الحمام الملكي بالبجراوية، أميمة حسب الرسول، فيضان النيل وتأثيره بأنّه غير مسبوق، مؤكّدة أنّ المياه غمرت سور المدينة الأثرية، ما أدى لتشبعه بالمياه ما قد يؤدي لظهور أملاح على الحجر الرملي وتفتته. كما أعرب المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف، حاتم النور، عن قلقه من تهديد الفيضان للمدينة الملكية، مضيفاً: «الأمر مزعج ويستدعي سرعة التحرك لحماية أحد مواقع التراث العالمي في قائمة يونسكو».

مخصّصات

وقال مفوض العون الإنساني السوداني، عباس فضل الله، إنّ البلاد استقبلت حتى الآن ثماني طائرات تحمل مواد إغاثة من مستلزمات إيواء ومواد غذائية ومعدات طبية وأدوية. بدورها أعلنت وزيرة المالية هبة محمود، تخصيص أكثر من 150 مليار جنيه لتخفيف آثار الفيضانات، فضلاً عن تخصيص 33 مليار جنيه لوزارة الصحة لمقابلة الاحتياجات الصحية الطارئة. إلى ذلك، نفت وزارة الري والموارد المائية السودانية، ما تم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أنّ خزان جبل أولياء مهدد بالانهيار لوجود تشققات فيه. في الأثناء، أعلنت لجنة الفيضانات بوزارة الري والموارد المائية، أن مناسيب النيل بدأت في الانخفاض التدريجي.

Email