التونسيون يلفظون «الإخوان» و«الدستوري الحر» سيّد الشارع

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلفظ تيار الإخوان في تونس والمتمثل في حركة النهضة، آخر أنفاس شعبيته، بتصدر الحزب الدستوري الحر بزعامة عبير موسي، نوايا التصويت في أي استحقاق انتخابي مقبل، ما يمثل صفعة للإخوان ومشروعهم المتطرف. ووفق الاستطلاع الذي أجراه معهد «إمرود كنسلتينغ»، فإن 36 في المئة من نوايا التصويت ذهبت لصالح الحزب الدستوري الحر، مقابل 23 في المئة فقط لحركة النهضة، فيما جاء حزب «قلب تونس» ثالثاً بـ6 في المئة، وهي النسبة نفسها التي حصل عليها ائتلاف «الكرامة»، المقرب من حركة النهضة، في استطلاع نوايا التصويت. وتؤكد نتائج استطلاع الرأي، استمرار تراجع شعبية حركة «النهضة» بسبب خدمتها أجندات خارجية على حساب الأمن القومي لتونس ودول الجوار. وتوقّع مراقبون، زلزالاً سياسياً قادماً في ظل اتساع الفارق بين الحزب الدستوري الحر وحركة النهضة من ست نقاط في يوليو الماضي، إلى 13 نقطة في سبتمبر الجاري.

وشددت زعيمة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، على أن حزبها سينتصر وسيكون الأول في أية انتخابات مقبلة سواء نظمت غداً أو بعد أربع سنوات، مشيرة إلى أن هدف الحزب هو استبعاد الإخوان من الحكم واستعادة دولة تونس الوطنية المدنية البورقيبية المزدهرة والمعتدلة الخالية من التطرف والإرهاب.

وقادت عبير موسي على مدى سنوات معركة كسر عظام مع حركة النهضة داخل البرلمان، منذ أن نادت بحسب الثقة من راشد الغنوشي من رئاسته، وتنظيمها أكثر من اعتصام تحت قبة المجلس، وإعلانها عدم الاعتراف أو التصالح مع الإخوان ومطالبتها التحقيق في مصادر تمويلهم، وتبعيتهم لقطر وتركيا ودورهم في دعم الإرهاب والتستر عليه، ما رفع من مستوى شعبيتها لدى أغلب التونسيين بما في ذلك قوى يسارية رافضة لمشروع التمكين الإخواني. وتعتبر موسي أن الإخوان هم من يقفون وراء الإرهاب الذي يعصف بتونس بين الحين والآخر، مشيرة إلى أن البرلمان التونسي أضحى في ظل رئاسة الغنوشي غطاء للجماعات الإرهابية، وبات يشهد عمليات التكفير وتبرير جرائم الإرهابيين وخدمة أجندات خارجية مناقضة لمصالح الشعب التونسي ولسيادة الدولة التونسية.

ثوابت وطنية

في السياق، أكد محمد كريم كريفة، القيادي في الحزب الدستوري وأحد أعضاء كتلته بالبرلمان في تصريحات لـ «البيان»، أن التمسك بالثوابت الوطنية والصدق في التعامل، وترسيخ قيم المدنية والحداثة والاعتدال، وراء الثقة التي اكتسبها الحزب في أوساط التونسيين. وأوضح كريفة، أن التونسيين جربوا الإخوان وحلفاءهم خلال تسع سنوات عجاف، لم يروا فيها سوى الفقر والفساد وانهيار منجزات الدولة الوطنية، فضلاً عن الإرهاب والتطرف وانتشار ثقافتهما تحت رعاية رسمية وصلت إلى قبة البرلمان، وتقسيم المجتمع وتشكيكه في هويته وربطه بأجندات خارجية، وإدخال البلاد في صراعات إقليمية.

وأشار كريفة إلى أن نبذ التونسيين للإرهاب وأيديولوجيات العنف والكراهية، أعطى الحزب الدستوري الحر الضوء الأخضر للخروج بالمشهد من ظلمات مرحلة الإخوان.

صعود صاروخي

بدوره، قال الدبلوماسي السابق والناشط السياسي سمير عبدالله: «يستمر الصعود الصاروخي للحزب الدستوري الحر وتعمق الهوة مع حركة النهضة، هذا ما كشفه البارومتر السياسي، حيث هذه أول مرة تجد النهضة نفسها متأخرة وعلى مسافة بعيدة، وفي المقابل تتسع القاعدة الانتخابية الشعبية للدستوري الحر وتستقطب الغاضبين من أحزاب حداثية أو تقدمية بسبب تحالفاتها الانتهازية مع النهضة»، وأشار عبدالله إلى أن رفض المشروع السياسي والمجتمعي لحركة النهضة يبقى محركاً أساسياً لاهتمامات التونسيين الذين يحملونها المسؤولية في الانهيار الشامل الذي تشهده البلاد.

Email