ساعات مفصلية في مشوار تأليف الحكومة اللبنانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزامناً مع مرور شهر على الانفجار المزلزِل الذي ضرب بيروت من مرفئها، حيث لا يزال غبار الركام والحطام وآثار الدمار يعلو مجمل الصورة، بدت مجريات استحقاق تشكيل الحكومة في سباق محموم مع مواصلة الرئيس المكلّف مصطفى أديب مشوار مشاوراته الرئاسيّة والسياسيّة، بمواكبة فرنسيّة، قبل غربلة حصيلة الأفكار والطروحات التي وُضِعت في عهدته، على أن تكون الساعات المقبلة مفصليّة في سياق رسْم معالم المسودة الأوليّة للحكومة المنتظرة.

وبعد مرور ثلاثة أيام من الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان، ووسط اعتراض أمريكي على الاحتواء الفرنسي لميليشيات «حزب الله» وإدخاله ضمن القوى السياسيّة والكتل النيابيّة التي تُعنى بتأليف الحكومة، بدا جميع المعنيّين بـ«طبْخة» التأليف، من القوى التي وافقت على تكليف أديب وأبدت استعداداتها لترجمة التزاماتها بالتعاون لتسهيل ولادة سريعة لحكومته، يؤكدون أنّه لن تكون هناك تعقيدات وصعوبات، من النوع الذي يؤخر اندفاعة أديب نحو استعجال تأليف الحكومة، ولو أنّ الخوض في التفاصيل الإجرائيّة لمسودّة التأليف سيبدأ في الساعات والأيام المقبلة. وهكذا، أوحت جرعة التفاؤل الزائدة التي ضربت الملف الحكومي، أمس، بأنّ قطار التأليف قد وُضِع فعلاً على السكّة، وانطلق سريعاً نحو مربّع حاسم خلال الساعات المقبلة، من المرجّح أن تنتهي إلى لقاء رئاسي تخرج في ضوئه التشكلية إلى دائرة النور،وفي انتظار انتفاضة إنقاذيّة مبكرة ينفذها أديب انشغل الوسط السياسي بزيارة المبعوث الأمريكي ديفيد شينكر للبنان.

استشارات التكليف

وغداة انتهاء والتأليف، بدأ مشوار التأليف، الذي إذا ما تمّ بالاستناد إلى واقع استشاراته، فيفترض أن تولد الحكومة في غضون أيام، وليس خلال مهلة الأسبوعين التي حدّدها ماكرون. والتأليف، في حدّ ذاته، يشكّل الامتحان الأساس.

وفي السياق، علمت «البيان» أنّ أديب يعمل استناداً إلى 5 نقاط: تحديد الأولويّة للملفات الإصلاحية السريعة الواجب وضعها موضع التنفيذ فوْر نيْل الحكومة الثقة، رسْم خريطة طريق للحكومة منبثقة من الورقة الفرنسيّة، تشكيل حكومة مصغّرة من 14 وزيراً، توزيع الحقائب على الطوائف وإنزال الأسماء على الحقائب.

Email