أديب للبنانيين: تفاءلوا بالخير.. فهل يجدوه؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

غداة سريان مهلة الأسابيع القليلة التي منحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للأطراف السياسيّة اللبنانيّة، لاجتياز خطّ النهاية في السباق الحكومي، وتشكيل «حكومة الإصلاحات»، ارتفع منسوب الكلام عن أنّ ثمّة اتجاهاً قوياً للغاية يحظى ‏مبدئياً بتغطية سياسيّة ونيابيّة واسعة، لاستعجال تأليف الحكومة وإعلانها في فترة قصيرة لا تتجاوز الأسابيع الثلاثة، وربما أقلّ. وذلك وسط تنامي أجواء تشير إلى مبدأ تشكيل حكومة مصغّرة، لا يتجاوز عدد أعضائها الـ12 أو ‏الـ 14 وزيراً من الاختصاصيّين غير الحزبّيين أو المرتبطين بقوى حزبيّة، وسط آمال بإقناع المحتجين الذي يخرجون من حين إلى آخر للشارع، وربما لهذا قال رئيس الحكومة المكلف «تفاءلوا بالخير تجدوه».

وكان ماكرون غادر بيروت، تاركاً وراءه أجندة مطلوب تنفيذها تحت طائل التهديد بسحب فرنسا يدها من الحلّ اللبناني. وبعدما كثرت التساؤلات حول الموقف الأمريكي من المسعى الفرنسي لتشكيل حكومة تنفّذ ورقة إصلاحات سلّمتها باريس لسياسيّي لبنان، حسم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الجدل بقوله: «نتشارك والفرنسيّين الأهداف نفسها».

لكن الموقف الأمريكي لا يزال على حاله لجهة ضرورة عدم تمثيل «حزب الله» في الحكومة المقبلة، باعتباره «طرفاً مسلّحاً يشكّل الخطر الأكبر على لبنان»، وفق توصيف بومبيو، في ما بدا رسالة تمايز عن الموقف الفرنسي، تناقض نظرة التعامل مع الحزب من منظار الفصل بين جناحه المسلّح وجناحه السياسي والبرلماني.

مسار تأليف

وبسلاسة استشارات التكليف، مضت استشارات التأليف، في ظلّ تقارب لافت في مواقف القوى السياسيّة، لجهة طبيعة الحكومة وسرعة تشكيلها وقواعد عملها وأولويّاتها، مع معرفة الجميع أنّها آخر الخطوات المتاحة وإلا فـ «الانهيار الكبير». ومن طلب الدعاء عند استشارات التكليف، الى طلب التفاؤل بعد استشارات التأليف، حيث قال الرئيس المكلّف مصطفى أديب: «تفاءلوا بالخير تجدوه».

Email