مصطفى أديب يعد اللبنانيين بحكومة كفاءات وإصلاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

بأصوات أكثريّة نيابيّة، بلغت الـ90 صوتاً (من أصل 128)، اعتلى السفير لدى ألمانيا الدكتور مصطفى أديب، سدّة الرئاسة الثالثة في لبنان تكليفاً، أمس، متحدّراً من خارج الطبقة السياسيّة، غداة توافق رؤساء الحكومات السابقين على تسميته لتشكيل الحكومة، لأنّه ليس مستفزّاً لأحد على الصعيد الشخصي، ‏ولا يملك زعامة مستقلّة يمكن أن تشكّل خطراً على أحد، عدا عن كونه يملك شبكة علاقات ‏داخلية وخارجية مقبولة من خبرته في إدارة مكتب رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، كما من ‏عمله الدبلوماسي.

وأيّدت الكتل النيابيّة خيار رؤساء الحكومات السابقين، الذين قرّروا في لحظة معيّنة تسمية مرشّح شبه وحيد لدخول السرايا، فانضمّ السفير أديب (48 عاماً) إلى نادي رؤساء الحكومات في لبنان، بعد توافق القوى السياسيّة على اسمه، والتي أبدت مرونةً لتسهيل التكليف، ليس صوناً لإلزاميّة الاستشارات التي شهدها قصر بعبدا أمس، إنّما استباقاً لوصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يبدأ اليوم زيارته الرسميّة للبنان.

إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أنّ فترة ما بعد «ثورة 17 أكتوبر» كانت شاهدة على استقالة حكومتين في أقلّ من سنة. ورغم معارضة المنتفضين في الشارع للسلطة الحاكمة واعتبار الاستقالة الأولى لحكومة سعد الحريري انتصاراً، إلا أن تشكيل حكومة حسّان دياب لم يلبِّ طموحاتهم، في حين يبدو أنّ موقفهم من الحكومة الجديدة، برئاسة أديب، لن يخرج عن هذا السياق.

تفقد المرفأ

ومن القصر الرئاسي تعهّد أديب، أمس، فور تكليفه رسمياً من الرئيس ميشال عون، بتشكيل حكومة «في أسرع وقت ممكن» تضمّ فريقاً «متجانساً من أصحاب الكفاءة والاختصاص»، وبإجراء إصلاحات أساسية يشترطها المجتمع الدولي لدعم بلاده.

وبعد إلقاء كلمة مقتضبة إثر لقائه عون في حضور رئيس المجلس النيابي نبيه بري، توجّه أديب (48 عاماً) إلى شارع الجميزة، المنطقة الأشدّ تضرراً جراء انفجار المرفأ في الرابع من أغسطس برفقة شخصين أحدهما عنصر أمن.

وبعيداً عن عدسات وسائل الإعلام، التقى صحافي في وكالة فرانس برس في المكان أديب وهو يتحدث إلى سكان تواجدوا في الشارع قائلاً «نزلت مباشرة من فوق (القصر الرئاسي) إلى هنا حتى أقول لكم: يا إخوان أنا أريد ثقتكم». أسرع وقت

وقال أديب في بيان تلاه عقب تكليفه «ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا بتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا». وشدّد على أنه «لا وقت للكلام والوعود والتمنيات»، مضيفاً «بإذن الله سنوفق في هذه المهمة باختيار فريق عمل وزاري متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص، وننطلق.. بإجراء الإصلاحات الأساسية بسرعة».

وأضاف «الفرصة أمام بلدنا ضيقة، والمهمة التي قبلتها هي بناء على أن كل القوى السياسية تدرك ذلك وتفهم ضرورة تشكيل الحكومة في فترة قياسية والبدء بتنفيذ الإصلاحات فوراً».

Email