بعد الهدنة.. احتجاجات ليبية ضد الفشل الخدمي لـ«الوفاق»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفسح اتفاق وقف إطلاق النار الشامل في ليبيا، المجال أمام انكشاف الفشل المتراكم لحكومة الميليشيات في طرابلس، خصوصاً في مجال الخدمات، حيث كانت صيحات الحرب تحجب الجانب الخدمي، إلا أنه منذ توقف جبهات المعارك بعد وقف إطلاق النار، تشهد المناطق الغربية الواقعة تحت سيطرة الميليشيات ومرتزقة تركيا، حراكاً احتجاجياً ينادي بإسقاط حكومة السراج بسبب فشلها في تلبية الاحتياجات الخدمية الأساسية للسكان.

ودعا ناشطون ليبيون إلى مواصلة التظاهرات العارمة التي تشهدها مختلف مناطق غرب البلاد، فيما طالبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإجراء تحقيق فوري وشامل في «الاستخدام المفرط للقوة من جانب أفراد أمن موالين لحكومة الوفاق مع المتظاهرين في العاصمة طرابلس ما أسفر عن إصابة عدد منهم».

وقالت البعثة في بلاغ لها اليوم، إن حق التجمع السلمي والاحتجاج وحرية التعبير هو أحد الحقوق الأساسية من حقوق الإنسان ويندرج ضمن التزامات ليبيا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان. وأشار البلاغ إلى أن الدافع وراء هذه التظاهرات «الشعور بالإحباط من استمرار الظروف المعيشية السيئة، وانقطاع الكهرباء والمياه، وانعدام الخدمات في جميع أنحاء البلد».

مسيرات

وشهدت طرابلس ليل الأحد مسيرات شعبية حاشدة تواصلت حتى فجر أمس، رفع فيها المحتجون شعارات تنادي بالإطاحة بحكومة الوفاق وحل الميليشيات وطرد القوات التركية ومرتزقتها وتوفير الخدمات للمواطنين، فيما أطلق مسلحون النار على المتظاهرين ما أدى إلى عدد من الإصابات.

وقال مصدر من لجنة الحراك الشعبي الذي يحمل اسم «همة الشباب» لـ «البيان» إن الانتفاضة متواصلة إلى حين الإطاحة بحكومة طرابلس ورئيسها فائز السراج، معلناً أنه سيتم الدخول في عصيان مدني إلى حين تحقيق هذا الهدف.

وتواجه مناطق غرب ليبيا منذ فترة طويلة تردياً للأوضاع المعيشية في ظل فقدان الماء والكهرباء والغاز والوقود وتأخر دفع رواتب الموظفين وشح السيولة، بينما يحصل مرتزقة تركيا على رواتب شهرية تصل إلى ألفي دولار للمرتزق الواحد.

إطلاق نار

وقال شهود عيان لـ «البيان» إن كتيبة «النواصي» التابعة لوزارة الداخلية في «حكومة الوفاق» تعمّدت إطلاق النار على المتظاهرين في ميدان الشهداء وسط العاصمة، فيما قام مسلّحون من مرتزقة تركيا بملاحقة المحتجين في الشوارع ورميهم بالرصاص الحي، ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى.

وشهد شارع ميزران وشارع النصر ومنطقة المنصورة إحراق الإطارات وإقفال الطرقات من قبل المتظاهرين، بعد الرماية عليهم بالرصاص الحي. ورفع المتظاهرون شعارات من بينها «أموالنا عند الأتراك، أموالنا عند المرتزقة، أبناؤنا يموتون في البر والبحر، أعيدوا لنا حقوقنا، يا حي يا قيوم السراج يسقط اليوم».
 

Email