الجيش الوطني يواصل تحصين مواقعه في «الخط الأحمر»

غرب ليبيا ينتفض والصراعات تضرب معسكر طرابلس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصاعدت الاحتجاجات الشعبية على تدهور الأوضاع المعيشية في مدن الغرب الليبي، بعد اندلاع شرارتها الأولى من مدينة الزاوية غرب طرابلس، الأسبوع الماضي. وبينما تجدّدت المسيرات السلمية في الزاوية، رافعة شعارات منددة بممارسات «الوفاق» وجماعة الإخوان، انعكس صدى هذه المسيرات على طرابلس، إذ شهدت ضاحيتا حي الأندلس وقرجي خروج محتجين إلى الشوارع، معلنين انضمامهم لمسيرات الغضب. وأغلق المحتجون الشوارع وأحرقوا الإطارات وهتفوا ضد القوات الأجنبية والمرتزقة.

وانتقلت الاحتجاجات إلى مدينة صبراتة غرب طرابلس، حيث قال شهود عيون لـ«البيان»، إن مئات المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع للتنديد بتردي الأوضاع المعيشية والخدمية، وللإعلان عن تضامنهم مع تظاهرات الزاوية التي واجهتها الميليشيات بوابل من الرصاص.

وفي إطار عملها على قمع الاحتجاجات، قالت وزارة داخلية الوفاق، إنه تم إنشاء عدد من التمركزات الأمنية، وفتح نقاط التفتيش والبوابات، فيما تعرض وزير داخليتها، فتحي باشاغا، لانتقادات واسعة من المحتجين.

محاولات انقلاب

واتهم نواب برلمانيون من مدينة الزاوية، باشاغا بتشكيل قوة خاصة من المرتزقة للانقلاب على السلطة، معربين عن إدانتهم لقيام قوات تابعة لوزارة الداخلية بإطلاق الرصاص على المتظاهرين العزل وسط الزاوية. وأضاف النواب في بيان مشترك، أن باشاغا مُصر على انتهاج السياسة القديمة ذاتها، ألا وهي «فرّق تَسُد» وقد بدأ دق الأسافين بين مدن المنطقة الغربية واستهداف رجالاتها، لا سيما غرب طرابلس، مشيرين إلى أن خير دليل على تأزيمه الأوضاع في منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس، بإصدار أوامر وقرارات متضاربة، ثم تحميل مسؤوليتها لمدير أمن الزاوية. وأوضح «البيان» أن باشاغا عقد عزمه على تدشين قواته الخاصة بآلاف المرتزقة، الذين يمتصون قوت الشعب الليبي بالدولار، فيما يعاني أبناء الشعب الليبي ضنك العيش.

وكانت ميليشيا مرتبطة بغرفة العمليات التركية في قاعدة الوطية الجوية، قد سيطرت قبل أسبوع على معبر راس جدير، ما أثار جدلاً واسعاً كون قائد تلك الميليشيا هو الإرهابي محمود بن رجب القيادي في الجماعة المقاتلة، والمرشح من قبل جماعة الإخوان لرئاسة جهاز الحرس الوطني، الذي يجري الإعداد لتشكيله من عناصر الميليشيات المتطرّفة. وتم اتهام باشاغا بأنه وراء سيطرة ميليشيا بن رجب على معبر راس جدير، في إطار ما وصفوها بسياسة السيطرة على مفاصل الحكم عبر مرتزقة أردوغان والميليشيات المرتبطة بالاحتلال التركي.

رصد تحرّكاتفي الأثناء، قال الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن قواته رصدت خلال الـ24 ساعة الماضية سفناً وفرقاطات تركية تتقدم نحو سرت، متخذة وضعية هجومية.

وأوضح المسماري في مؤتمر صحافي، أنّ هناك تحشيد عسكري ونقل معدات لاستهداف الجيش الوطني في سرت، معتبراً أنّ

التحرك العسكري الأخير يؤكد أنّ المخطط أكبر من حكومة السراج التي وقعت وقف إطلاق النار، وأنّ المبادرة التي وقعها السراج هي للتسويق الإعلامي. وأضاف: «المبادرة لذر الرماد في العيون، والحقيقة على الأرض تؤكد النية في مهاجمة الجيش الوطني».

من جهتها، قالت مصادر ميدانية لـ«البيان»، إنه تم رصد تحرك في صفوف الميليشيات والمرتزقة في منطقتي الوشكة وبوقرين، غربي سرت، دون الكشف عن طبيعة تلك التحرّكات.

تحصين مواقع

بدوره، استمر الجيش الليبي في تحصين مواقعه في مناطق الخط الأحمر سرت- الجفرة، مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة، في إشارة إلى ما تم التأكيد عليه من أن الجيش لن ينسحب من سرت إلا بعد التوصّل لحل سياسي نهائي. وأشارت المصادر إلى أن الثقة منعدمة بين الطرفين، وأن تركيا قد تغامر في أية لحظة بالهجوم على مناطق سيطرة الجيش الوطني، لإعادة خلط الأوراق، وكسب نقاط على الأرض لتحويلها لمكاسب في إطار الحوار السياسي.

في السياق، أعرب وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية، عبدالهادي الحويج، عن استغرابه ممن يدعون لوقف إطلاق النار، ويطالبون في الوقت نفسه بسيطرة «الوفاق» على كامل الأراضي الليبية، مضيفاً: «هؤلاء يعيشون حالة هوس وانفصام مع الواقع للأسف، حيث خطاب كراهية وإقصاء لا يعول عليه في شراكة لبناء وطن».

Email