حكومة حمدوك.. عام من المسير وسط التحديات

ت + ت - الحجم الطبيعي

عام مضى على حكومة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، وعام جديد يبدأ من عمر الفترة الانتقالية، فيما لا تزال الكثير من الملفات المؤكلة تراوح مكانها، في ظل عقبات كثيرة، تقف في طريق الانتقال، إذ إن تحقيق السلام الذي يمثل قمة أولويات مهام الحكومة أصبح محاصراً بخلافات جماعات الكفاح المسلح، بجانب غول الغلاء الذي ينهش في عظم الاقتصاد، فضلاً عن تربص عناصر النظام البائد التي تسعى بكل قواها لعرقلة الفترة الانتقالية.

عبور وانتصار

وما بين تلك التحديات التي تطارد مسيرة الحكم الانتقالي، يبدو رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الملقاة على عاتقه مسؤولية إخراج البلاد من نفق أزماتها أكثر تفاؤلاً، إذ ما فتئ يردد عبارته المشهورة «سنعبر وسننتصر» ومجابهة التحديات وإنجاز المهام واجتياز العقبات، إذ يرى أنّ العام الأول من عمر الفترة الانتقالية هو عام للتأسيس، وأنّ العامين المقبلين سيخصصان للبناء والانطلاق، لافتاً إلى أنّ ما يراه البعض بطئاً في أداء العملية السياسية يعود في حقيقته لطبيعة وصعوبة المراحل الانتقالية، التي تعقب الثورات.

وتقف الخلافات داخل الحاضنة السياسية «قوى الحرية والتغيير» وبروز أصوات من داخلها ناقدة لأداء الحكومة الانتقالية، وسعي بعضها للاحتفاظ بمقاعد المعارضة والحكم في آن، عقبة أمام إنجاز المهام، لا سيما أن تلك القوى انشغلت، وفق مراقبين، عن القضية الأساسية المتمثلة في التحوّل الديمقراطي إلى الصراع حول نصيبها في كراسي الحكم، ومحاولة البعض الآخر الاستحواذ على الحكومة الانتقالية، والتأثير على قراراتها، الأمر الذي يستشف من خلال ما ورد على لسان رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، ودعوته تلك المكونات للتوافق على برنامج الحد الأدنى، لا سيما حول قضيتي السلام والتنمية الاقتصادية، والابتعاد عن الانشغال بالأجندة الحزبية الضيقة.

ويرى المحلل السياسي محمد علي فزاري لـ«البيان»، أنّ الحكومة الانتقالية نجحت خلال عامها الأول في إنجاز بعض المهام، وأخفقت في أخرى، مشيراً إلى أنّ مياهاً كثيرة جرت تحت جسر الشراكة بين المكونين المدني والعسكري، وأنّ العديد من الملفات لا تزال تراوح مكانها.

وأكّد فزاري أن الحكومة نجحت في ما يتعلق بملف العلاقات الخارجية والانفتاح على العالم، لا سيما القطبيين الأوروبي والأمريكي، وما تبع ذلك الانفتاح من عقد ثمانية مؤتمرات لأصدقاء السودان لدعم عملية التحول وتحقيق السلام، مبيناً أن تلك المؤتمرات أسهمت في ضخ العملات الصعبة، وإن كانت لم تعالج الوضع الاقتصادي بصورة مباشرة، إلا أنها مهدت لعملية الاندماج الكامل للسودان في المجتمع الدولي.

وقال: إن الحكومة الانتقالية أخفقت داخلياً في الملف الاقتصادي، لا سيما كبح جماح التضخم وارتفاع الأسعار وغيرها من الأزمات الموروثة من النظام المخلوع تمددت بصورة مريعة مع تأخّر تحقيق السلام، إلا أن الحكومة وعبر لجنة تفكيك التمكين، استطاعت استرداد العديد من المؤسسات والعقارات والمقار.

Email