يد الخير الإماراتية في السودان.. جهد إغاثي في الحرب والسلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع قرب حلول اليوم العالمي للعمل الإنساني، غداً الأربعاء، يستذكر السودان يد الخير الإماراتية الذي أغاث الشعب السوداني في فترات حرجة في زمنَي الحرب والسلم. حيث ظلت دولة الإمارات ومؤسساتها الخيرية في مقدمة الدول، التي لا تزال تمد يد العون الإنساني للسودان في مواجهة التحديات الإنسانية سواء كان ذلك في شكل مساعدات للمتأثرين من الحروب أو أولئك الذين تتضرروا جراء السيول والفيضانات السنوية، وحينما ألمت بالعالم جائحة «كورونا» أرسلت دولة الإمارات أربع شحنات عبر جسر جوي تحمل المعدات الصحية والطبية، للحد من انتشار الوباء.

وأرسلت أولى شحناتها في أبريل الماضي، بحمولة 7 أطنان من الإمدادات الطبية لمساعدة ما يزيد على سبعة آلاف من العاملين في المجال الصحي، باعتبارهم حائط الصد، الذي يقف لمنع انتشار الوباء في البلاد، التي تعاني أصلاً من هشاشة صحية بعد ثلاثة عقود من الإهمال المتراكم من قبل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

وتبِع الشحنة الأولى شحنة ثانية في مايو تحتوي على 11طناً من إمدادات طبية، استفاد منها نحو 11 ألفاً من العاملين في مجال الرعاية الصحية، لتعزيز جهودهم في احتواء انتشار الفيروس، وتواصل الدعم الإماراتي للسوداني في سبيل التصدي ومحاصرة الوباء العالمي، بإرسال طائرة أخرى على متنها 38 طناً من الإمدادات الطبية.

ووصلت الأحد طائرة أخرى محملة بالمواد الإغاثية المختلفة تحتوي على 24 طناً، تشمل مواد طبية وغذائية وغيرها، وذلك تنفيذاً لأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإرسال مساعدات طبية وإمدادات غذائية عاجلة إلى الشعب السوداني، لدعم جهود السودان في مكافحة جائحة «كورونا» (كوفيد-19)، والحد من انتشارها وذلك في إطار حرص القيادة في دولة الإمارات على الوقوف إلى جانب الأشقاء في مختلف المواقف الصعبة، ومد يد العون لهم، للتغلب على المحن التي قد تمر بها الشعوب.

وأشاد وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، الذي استقبل شحنة المساعدات الإماراتية بمطار الخرطوم بالجهود المتواصلة من دولة الإمارات ودعمها الإنساني لكل الدول خصوصاً السودان، مؤكداً في تصريح صحافي أن المساعدات الإماراتية تأتي تمتيناً للعلاقات بين البلدين والشراكة الحقيقية، وثمن دور كل القائمين على تقديم الدعم للمتضررين من السيول.

امتداد للخير

ويؤكد رئيس شبكة المنظمات الإنسانية السودانية إبراهيم عبد الحليم لـ«البيان» أن ما قدمته دولة الإمارات من دعم للتصدي لفيروس «كورونا» يمثل امتداداً لما ظلت تقدمه في مجال الأعمال الإغاثية، ويشير إلى أن المنظمات الإنسانية الإماراتية، ظلت تقدم العون في جميع مناطق البلاد، لا سيما في مناطق غرب السودان (دارفور) وشرق السودانية وبقية الولايات، حيث تكفل المنظمات الخيرية الإماراتية آلاف الأيتام في السودان، بجانب تقديم المواد الإغاثية المختلفة للمتأثرين من السيول والفيضانات، ولفت عبد الحليم إلى أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية، نفذتا مئات المشاريع بحفر الآبار لتوفير مياه الشرب في مناطق دارفور، ما أسهم في عمليات العودة الطوعية لآلاف النازحين الذي فروا من الحرب المشتعلة لسنوات في الإقليم.

وتشير الصحافية السودانية المهتمة بالمجال الإنساني هند رمضان لـ«البيان» إلى أن دولة الإمارات لها دور ملحوظ في العمل الإنساني في المنطقة العربية وأفريقيا، بل وجميع العالم، ودرجت على الوقوف بجانب الدول الشقيقة والصديقة ودعمها في الأوقات الصعبة دون اعتبار للمتغيرات السياسية، وفى السودان بشكل خاص للإمارات بصمة خاصة في تقديم العون دون انقطاع إنسانياً واقتصادياً وسياسياً، حيث لعبت دوراً كبيراً في تخفيف حدة جائحة «كورونا» بتقديم العون اللازم للقطاع الصحي في السودان، وتضيف: «مواقف الإمارات مشهودة ومعروفة في مساعدة الشرائح الضعيفة في السودان من خلال تقديم الإغاثة والعون، في أوقات الكوارث».

Email