تقارير البيان

أردوغان.. مغامرات خارجية تطبع آثاراً كارثية على الداخل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يجن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من «مغامراته وتدخلاته الخارجية» سوى مزيدٍ من التأزيم بالنسبة للأوضاع الداخلية والعلاقات الخارجية، فانعكست سياساته الخارجية بشكل مباشر على الداخل التركي، وأزكت اشتعال الداخل المأزوم أساساً بسياسات داخلية تقود الأتراك إلى المجهول، وتعصف بالديمقراطية الاقتصادية والسياسية بعد أن صادرها أردوغان.

الرئيس التركي المنخنق والمحاصرة أطماعه خارجياً، يخنق ويحاصر شعبه في الوقت نفسه بسياسات تضييقية، ويتصرف في إدارة البلد كما لو كان وقفاً خاصاً، يوزع المناصب فيه على أقاربه، ومنهم صهره بيرات البيرق.

سياسات متخبطة تتبعها الحكومة التركية، انعكست بشكل مباشر على المؤشرات الاقتصادية لتركيا، ومن بينها تراجعات قياسية لليرة وارتفاع واسع بمعدلات التضخم (جاوزت الـ 10% للشهر التاسع على التوالي)، وانخفاض الليرة التركية (نحو 90% من قيمتها) وغيرها من المؤشرات العاكسة للأزمة الاقتصادية.

يتزامن ذلك مع سياسات قمعية يتبعها نظام أردوغان تهدم النموذج الديمقراطي الذي يدّعيه، فما فتئت الحكومة التركية تتعامل بسياسة الحديد والنار مع معارضيها، وتسعى لإسكات كل صوت معارض، كل ذلك يقود الأتراك إلى مصائر غائمة في ظل حكم أردوغان.

أوضاع ملتهبة

«تركيا ملتهبة من الداخل منذ عدة سنوات، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير، وذلك بسبب سياسات الرئيس التركي»، هذا ما يؤكده الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، الدكتور بشير عبد الفتاح، والذي يلفت إلى كون المؤشرات الاقتصادية كافة تؤكد التهاب الأوضاع الداخلية في تركيا، وأن المعاناة الاقتصادية تطال الشعب التركي ككل وتشمل الجميع، في ظل السياسات التي يتبعها أردوغان في إدارة البلاد وفي ظل تحركاته الخارجية.

وتحدث الخبير بالشأن التركي، في تصريحات لـ «البيان» من القاهرة، عن تراجعات الليرة التركية، وهروب رؤوس الأموال مع ارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وخاصة المحروقات التي ارتفعت أسعارها، وكذلك ارتفاع نسب ومعدلات البطالة في الداخل التركي، وغيرها من العوامل التي تعكس جانباً من الأوضاع الداخلية المأزومة.

كما أشار عبد الفتاح في السياق ذاته، إلى الاستياء الواسع في تركيا من تراجع الديمقراطية، ومن آثار «مغامرات أردوغان الخارجية» على الداخل صاحب ذلك تراجع في شعبيته بشكل لافت، دفعه إلى التراجع عن فكرة الانتخابات المبكرة، في ظل عدم استطاعته تحقيق إنجازات حقيقية داخلية.

 

Email