أمريكا تعرض مبادرتها لحل الأزمة الليبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يخيم الهدوء الحذر على محاور القتال في خط سرت الجفرة، فيما تتواصل الجهود الأمريكية لتكريس رؤيتها للحل، والمتمثلة في إعلان سرت منطقة منزوعة السلاح، وإعادة فتح الحقول والمنشآت النفطية مقابل ضمانات بتوزيع عادل لإيراداتها المالية على مختلف مناطق البلاد.

ونقل السفير الأمريكي في القاهرة جوناثان كوهين، أمس، رسالة من سلطات بلاده إلى رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح خلال لقاء جمع بينهما بالعاصمة المصرية.

وقال فتحي المريمي، المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان الليبي، إن صالح ناقش مع السفير الأمريكي تفاصيل مبادرته للحل في ليبيا، وأكد ضرورة التوزيع العادل للثروة، فيما أكد السفير الأمريكي ضرورة الحل السلمي في ليبيا. وأضاف أن مبادرة القاهرة تنهي الفوضى في ليبيا، لافتاً إلى أن عيوب اتفاق الصخيرات تكمن بالأشخاص الذين أوكلت لهم مهمة التنفيذ، مشيراً إلى أن عقيلة صالح ناقش خلال زيارته إلى القاهرة، مع السفير الأمريكي نزع المظاهر المسلحة في سرت والجفرة.

دعوة رسمية

من جهته، أكد حميد الصافي مستشار رئيس البرلمان أن زيارة صالح إلى القاهرة جاءت بناء على دعوة رسمية أمريكية للاجتماع بالسفير كوهين، ومناقشة بعض الأمور المتعلقة باستئناف تصدير النفط خصوصاً أن هناك اتصالات دولية ومحلية حول هذا الأمر، ولكن بشرط التوزيع العادل للنفط بين الليبيين.

وعلمت «البيان» أن واشنطن متمسكة بفرض منطقة منزوعة السلاح تشمل خط سرت الجفرة ومنطقة الهلال النفطي، بما يسمح بإعادة تدفق النفط الليبي إلى الأسواق العالمية، بعد أن تم غلق الحقول والمنشآت من قبل القبائل والفعاليات الاجتماعية في منتصف يناير الماضي، وأن المقترح الأمريكي يتضمن كذلك ضمانات بتوزيع عادل لإيرادات النفط على الأقاليم الثلاثة للبلاد، ودعوة عاجلة لمغادرة القوات الأجنبية المرتزقة الأراضي الليبية في إشارة ضمنية إلى تركيا، بما يسمح للفرقاء المحللين بالتوصل إلى حل سياسي.

طرد الغزاة

ووفق مصادر مطلعة، فإن صالح أبلغ الجانب الأمريكي بضرورة طرد الغزاة والمرتزقة الأتراك من ليبيا، وفك فتيل الحرب، والاتجاه نحو السياسي وفق إعلان القاهرة ومخرجات مؤتمر برلين، مع التأكيد على ضرورة توزيع إيرادات النفط على الليبيين وفق معايير عادلة وبضمانات دولية. في الأثناء، أكد الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن الهدوء الحذر الآن يطغى على المنطقة في كل محاور القتال، منتظرين تطورات ونتائج إعلان القاهرة، الذي قال إنه مبني على رؤية حقيقية لحل الأزمة.

وتابع قائلاً إن المفاوضات مبنية على مبادرة القاهرة وبرلين، وهي في أيدي المجتمع الدولي وأشقائنا المصريين ونحن كوننا عسكريين توقفنا في هذا الخط وننتظر الأوامر.

غطاء المفاوضات

وأضاف أن الأتراك لا يزالون يصعدون الوضع في ليبيا نحو التأزم، وينقلون آلاف المرتزقة، وهم لا يريدون وقف إطلاق النار، ولكنهم يريدون الوقت تحت غطاء المفاوضات، مشيراً إلى أن تركيا سيطرت على عدد من المدن وحولتها إلى قواعد عسكرية. وأردف أن الخطوط الحمراء غرب سرت وخط الجفرة محمية، والجيش الليبي مستعد وجاهز لتنفيذ أوامر بعد إعادة الترتيبات والهيكلة العسكرية، معتبراً أن الموقف العسكري الحالي في ليبيا، يحترم مبادرة جمهورية مصر العربية لوقف إطلاق النار.وعن الوضع من الناحية السياسة، قال المسماري: لا نريد حلاً فيه طرف تركي أو إرهابي، ولا بد من خروج تركيا من المشهد الليبي عسكرياً وسياسياً، وحل الميليشيات وجمع السلاح، ومحاربة المتشددين وخروج المرتزقة.

Email