لبنان..غضب الشارع يتصاعد وسط ارتباك حكومي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصاعدت حدة الغضب في لبنان مع الارتباك الحكومي عقب انفجار مرفأ بيروت، وتصاعدت الأصوات المنادية بفتح تحقيق دولي لمعرفة أسباب انفجار مرفأ بيروت، حيث لا يزال الغموض سيد الموقف، فيما تتم مواجهة الدولة تداعيات التفجير بتأجيل اتخاذ القرارات الصحيحة والصعبة.

 تراكمت المشكلات والتحديات حتى أصبحت عصية على الحل، ما دفع اللبنانيين إلى الخروج في تظاهرات غضب في بيروت، احتجاجاً على تعامل الحكومة مع الانفجار الضخم، الذي ضرب العاصمة اللبنانية الثلاثاء الماضي.

وحمل المحتجون لافتات، تدعو المسؤولين إلى الاستقالة من مناصبهم‮. كما حدثت اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين قرب مبنى البرلمان، بعد أن حاول عدد من المتظاهرين التقدم نحو البرلمان.

كما تعالت هتافات بعض المحتجين ضد «حزب الله»، فيما أقام الأمن والجيش حواجز لمنع اقتحام البرلمان.

وسلط انفجار بيروت الضوء على أوجه القصور في النظام السياسي في لبنان، ويواجه الوزراء احتجاجات غاضبة، حيث تم طرد اثنين منهم حاولوا زيارة الأحياء المتضررة بشدة من الحادث.

وقدم نواب حزب الكتائب اللبنانية اليوم السبت استقالتهم من البرلمان خلال مراسم تشييع الأمين العام للحزب نزار نجاريان، الذي كان في عداد أكثر من 150 من قتلى انفجار المرفأ.

وقال رئيس الحزب سامي الجميل في كلمة ألقاها داخل الكنيسة، حيث جرت مراسم التشييع في وسط بيروت، متوجهاً إلى الراحل «رفاقك اتخذوا قراراً بالاستقالة من مجلس النواب».

 في الأثناء، أعلت ناطق باسم الأمم المتحدة، اليوم، أنّ الأمم المتحدة لم تتلقَّ أي طلب للتحقيق في الانفجار الهائل في مرفأ بيروت بعد أن دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إجراء تحقيق دولي.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحافيين: «سنكون على استعداد للنظر في مثل هذا الطلب إذا تلقينا طلباً. ومع ذلك، لم نتلقَ أي شيء من هذا القبيل». ويمكن للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فتح تحقيق إذا أجازت هيئة تشريعية تابعة للأمم المتحدة مثل الجمعية العامة المكوّنة من 193 عضواً أو مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً ذلك.

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم، إنّ تحقيقاً لبنانيّاً في الانفجار سيبحث ما إذا كان سببه انفجار قنبلة أو تدخل خارجي آخر أو إذا كان نتيجة إهمال أو حادث.

 في الأثناء، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أهمية أن يقف المجتمعان العربي والدولي إلى جانب دولي، إلى جانب لبنان، ودعمه حتى يتجاوز التداعيات الكارثية للانفجار المدمر، الذي وقع في الميناء البحري للعاصمة بيروت يوم الثلاثاء الماضي.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أبو الغيط، الذي يزور لبنان على رأس وفد رفيع المستوى من الجامعة العربية، يضم السفير حسام زكي مساعد الأمين العام، حيث التقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورئيس الحكومة حسان دياب، ورئيس الحكومة السابق زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وآخرين.

وشدد أبو الغيط على أن الجامعة تضع كل إمكاناتها وطاقاتها بما يفيد لبنان ويحقق مصالحه، لاسيما فيما يتعلق بالتنسيق مع الدول العربية في مجال مساعدة لبنان وإعادة الإعمار، إلى جانب الاستعداد للمساعدة أيضاً في مجال أعمال التحقيق في انفجار الميناء البحري.

وأشار إلى الاستعداد الدائم لدى الجامعة العربية لتقديم كافة أنواع الدعم المساندة، في ضوء ما هو متاح لديها من إمكانيات وقدرات.

Email