حراك لبنان يستعيد زخم البدايات على أنقاض الكارثة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«صدر الحكم».. عبارة أرادها متظاهرو لبنان شعاراً للتعبير عن غضبهم في ساحة الشهداء وسط بيروت، متوعدين بـ«الحساب والانتقام»، من دون إغفال توجيه رسائل مباشرة للسلطة الحاكمة بين طيّات لافتات قرروا رفعها فوق أنقاض عاصمتهم المنكوبة التي لا تزال تلملم شظايا مأساتها وتعض على جراحها الغائرة.

تراكم غضب

لم يكن «يوم الحساب»، وليد العدم، بل اقتضاه الغضب الشعبي المتراكم على السلطات التي جعلت علم لبنان منكّساً فوق أنقاض عاصمة منكوبة تبدّلت معالمها بالكامل في ثوانٍ، فوق جثامين قتلاها وآلام جرحاها وعشرات المفقودين ممن انهارت منازلهم وأصبحوا بلا مأوى، فيما لا تزال حقيقة تفاصيل النكبة متوارية خلف جدران روايات وفرضيات حتى إشعار آخر.

إعلان قطيعة

هتافات سترافق تظاهرات اللبنانيين في أيام غضبهم التي ستنطلق اليوم من ساحة الشهداء، يجمعهم المصاب الواحد والحزن الواحد والقلق الواحد، فالحراك باقٍ ويتمدّد في وجه مجموعة قابضة على الأنفاس، لا تزال تتنفس حصصاً ومغانم، وفق تعبير الناشطة ديانا، التي ما زالت تردّد شعارات الحراك الشعبي وحتى آخر نفس، كما تقول، بل وتهتف لإسقاط منظومة الحكم: «نحن ننتمي لجيل جديد، جئنا من خارج التحالفات القديمة لنعلن القطيعة مع الأوصياء، سننتقم لأرواح ضحايا مجزرة المرفأ».

تزخيم حراك

وفيما الدولة تمضي في طريقها المعتاد، والحراك أشبه بحلم مقيم في الوجدان منذ اندلاع شرارته أكتوبر الماضي، ستسير ديانا مع آلاف الغاضبين ممن رزئوا بدمار مدينتهم وفقدوا الأحبة، وتحدّوا الانتظار وباتوا على موعد جديد مع إعادة تزخيم حراكهم أكثر وإعادة إحياء ما انطفأ، دون إغفال أيقونة شعارات الحراك: «كلّن يعني كلّن».

Email