«قناة الفتنة» تواصل نشر الأكاذيب والشائعات وبث السموم

فضيحة جديدة وسقوط مدوٍ لذراع «الحمدين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتادت قناة «الجزيرة» القطرية الأكاذيب نهجاً لها، لبث السموم ونشر الشائعات بما يخدم أجندات الدوحة، ففي حلقة جديدة من سلسلة فضائح القناة التي تعد الذراع الإعلامية لـ«تنظيم الحمدين»، سعت الأخيرة إلى بث الشائعات والقلائل في ماليزيا من خلال فيلم وثائقي يحمل مغالطات وفبركات تستهدف أمن واستقرار البلد الواقع في جنوب شرقي آسيا خدمة لأجندات إخوانية، حيث أثار البرنامج الذي بثته القناة يوم الثالث من يوليو الماضي، رد فعل قوياً ووصفته السلطات بأنه غير دقيق ومضلل وظالم.

وما فتئت قناة الجزيرة تواصل سياساتها الهدّامة، وتثير مزيداً من اللغط حول معالجاتها الإعلامية المختلفة في شتى أنحاء العالم، اتصالاً بدورها السياسي المعروف والعامل في خدمة جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية حول العالم، وما انفكت القناة تشكل تهديداً للأمن القومي في عديد من الدول التي اتخذت إجراءات تصعيدية ضدها.

مداهمة مكتب الجزيرة في ماليزيا لم تكن الواقعة الأولى من نوعها، فقد سبق لعديد من الدول حول العالم أن اتخذت إجراءات مماثلة وصلت في بعض الدول إلى إغلاق مكاتب القناة واتخاذ إجراءات قانونية ضدها، ذلك وفق مقتضيات الأمن القومي، في ظل الدور السياسي الذي تقوم به القناة خدمة لأجندات ومشروع سياسي معروف.

«يتجاوز دور الجزيرة الدور الإعلامي التقليدي إلى أدوار سياسية واستخباراتية واضحة»، هذا ما يؤكده الباحث في العلاقات الدولية وشؤون الأمن القومي العربي، بهاء الدين عياد، لـ«البيان» الذي أوضح خلالها أن تأسيس القناة ارتبط منذ البداية بمشروع معروف وفي خدمة أجندات محددة.

وأشار عياد إلى التدخلات المستمرة من جانب القناة في الشؤون السيادية لكثير من الدول، ليس فقط الدول العربية، لكن وصولاً إلى دول أخرى، منها التطور الأخير الحادث في ماليزيا، التي كانت تربطها علاقات جيدة مع محور القناة، وكانت تتعامل معها الجزيرة على ذلك الأساس، فقد تمت مداهمة مكتب الجزيرة، وهي ليست سابقة تتعرض لها مكاتب القناة في كثير من الدول، مما يجعل هذا الإجراء يمكن تبريره في إطار مقتضيات الأمن القومي.

دعم إرهاب

من جهته، تحدث الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، خالد الزعفراني، عن الدور السياسي الذي تقوم به الشبكة في خدمة مصالح التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم الإخوان، مشدداً على أن علاقة القناة ومعالجاتها الإعلامية تتغير بتغير مواقف تلك التنظيمات من الأنظمة القائمة في البلاد المختلفة.

وقال إن مداهمة الشرطة في ماليزيا مكتب قناة الجزيرة في كوالالمبور، جاء بعد استشعار الدولة بالخطر من معالجات القناة التي دأبت على نشر ما يزعزع الأمن والاستقرار في البلدان المستهدفة من جانبها. وأفاد الزعفراني بأن ماليزيا دولة متعددة الأعراق وقائمة على التدين الوسطي، والجزيرة تقوم بدور من شأنه زعزعة الاستقرار والأمن .

وكذلك إشاعة التطرف ودعمه، بما يحدث هزّات في المجتمعات، ولا تشعر الدول غالباً بخطورة ذلك الدور الذي تقوم به القناة إلا بمرور الوقت وتغير الظروف، التي تكشف معها بشكل عملي الدور السياسي للقناة وتلاعبها بالملفات المختلفة خدمة لمصالح بعينها.

شبكة سيئة

ويُنظر لقناة الجزيرة حول العالم بأنها شبكة سيئة السمعة، طبقاً لتعبير السياسي المصري، مساعد رئيس حزب الوفد السابق، المهندس ياسر قورة، والذي قال لـ«البيان»، إن «سمعة قناة الجزيرة سيئة حول العالم، فهي قناة صار معروفاً علاقتها بالإرهاب ودعمها له، بالتالي أي دولة تخشى من تمثيل تلك القناة داخل أراضيها ولا تأمن وجودها، وهو ما يبرر عمليات مداهمة مكاتبها وحتى إغلاقها، لاسيما في ظل المعالجات الإعلامية والصور المغلوطة التي دأبت على نقلها خدمة لأهداف سياسية بعينها».

في سياق متصل، وصف خبراء أوروبيون، واقعة تفتيش الشرطة الماليزية، لمكتب «قناة الجزيرة» في كوالالمبور، ومصادرة أجهزة كمبيوتر كجزء من تحقيق حول فيلم وثائقي، بشأن المهاجرين الذين لا يمتلكون أوراقاً ثبوتية، بالخطوة الطبيعية في مشوار طويل لمواجهة أكاذيب القناة المستمرة وتلاعبها بالملفات المتنوعة سياسية، اقتصادية، فنية، ثقافية، ورياضية، لأهداف سياسة لا تخدم إلا فكر جماعة الإخوان، مؤكدين لـ«البيان»، أن «الجزيرة» احترفت منذ منهج مزج المعلومات، الحقيقي مع المزيف، لإنتاج مادة من شأنها إثارة الرأي العام وخلق البلبلة، خصوصاً في الدول العربية، تحت مسمى «حرية الإعلام».

وهذا في حد ذاته خلط متعمد يلعب على الجهل بقواعد الحرية الإعلامية، التي تدور كلها في نطاق محدد مهني ضابطه المسؤولية المهنية والاجتماعية، وهذا ما لم تمارسه «الجزيرة» أو تراعيه بأي شكل، وإنما رسالتها الواضحة هي تمهيد الرأي العام لتقبل «سموم جماعة الإخوان» وأعوانها ومواليها.

كوارث مهنية

ويقول، إيمانويل بوبارد، عضو مجلس أمناء الاتحاد الوطني للصحافيين الفرنسيين لـ«البيان»، إن تاريخ قناة الجزيرة منذ انطلاقها عام 1996 حتى الآن، مليء بـ«الكوارث المهنية» التي يتعمدون وضعها تحت عنوان «حرية الإعلام، والجرأة في تناول الموضوعات، والرأي والرأي الآخر» وهذه شعارات ظاهرها براق وباطنها خبيث، فالحرية الإعلامية مقيدة بالمسؤولية الاجتماعية.

وفي حالة كوالالمبور مثلاً، ارتكنت «الجزيرة» لحقيقة هي التحفظ على المهاجرين والمشردين، وهذا حدث فعلاً في ماليزيا وفي أوروبا وفرنسا كذلك، لأن المهاجر أوالمشرد في وقت «كورونا»، لا مأوى ولا رعاية ولا يتوفر على قوت يومي بعد غلق المطاعم والمقاهي، وجميع دول العالم تقريباً قامت بجمعهم وتسكينهم في معسكرات لرعايتهم وليس لتعذيبهم، الجزيرة أخذت الجزء الأول الحقيقي وهو «تجميعهم»، ووظفته مستغلة كلمة «الروهينغا».

منبر مخابراتي

وبدوره، أوضح داريو دانونزيو، أستاذ السياسة والعلاقات الدولية بجامعة تورينو الإيطالية، أن شبكة الجزيرة العربية والإنجليزية، هي منابر مخابراتية أكثر من كونها إعلامية، هدفها إثارة أتباع جماعة الإخوان حول العالم ضد الأنظمة العربية، وهناك تحقيقات ومواجهات بين الأنظمة الأوروبية.

وأشار برتولت أرنيم، الضابط السابق في المكتب الفيدرالي الألماني لأمن المعلومات، أن سجل قناة الجزيرة حافل بـ«الكذب والتدليس» منذ أحداث سبتمبر 2001، مروراً بأحداث العراق 2003، خلط وتزييف للصورة وللرأي، تجد المعالجة لأي قضية حتى ولو رياضية أو ثقافية، تمس صلب الأنظمة، تسعى لتأليب المشجعين مثلاً كما شاهدنا في أحداث «استاد بورسعيد» في مصر فبراير 2012.

Email