قصة فلسطيني قال له جندي الاحتلال بعد تعذيبه: لن تنجب بعد اليوم!

ت + ت - الحجم الطبيعي

«تهون كل الأموال التي دفعتها عندي مشاهدة طفلي الأول أو سماع كلمة بابا»، بهذه الكلمة بدأ هاني العال من مدينة غزة حديثه، مختصراً رحلة طويلة من الصبر حاول خلالها الإنجاب بعد انتظار دام 24 عاماً، أجرى خلالها ما يقارب من 16 عملية زراعة لزوجته من أجل الإنجاب، كلفته أكثر من 150 ألف دولار.

«اللي خلف ما مات» مثل فلسطيني، لكن جنود الاحتلال الإسرائيلي عملوا منذ بداية الانتفاضة الأولى على محاولة قتل فرحة الإنجاب لأشبال الانتفاضة، الذين كانوا يلاحقون الاحتلال من شارع إلى شارع، وأرهقوه على مدار سنوات طويلة، حتى أجبروه على الانسحاب من غزة عام 2005.

بدأت مشكلة هاني في الإنجاب عندما كان في الصف الأول الثانوي، عندما اعتقله جنود الاحتلال بعد ملاحقته في مدرسته شرق غزة، تعرض خلالها للتعذيب من جنود الاحتلال الذين تعمدوا ضربه، حتى وصل إلى مرحلة التبول دماً، حينها قال له أحد جنود الاحتلال بأنه لن يرى الأطفال في المستقبل بعد تيقنه أن قضى على أمله في الإنجاب.

وبالفعل هذا ما تعرض له هاني بعد زواجه عام 1996، باكتشاف مشكلته في الإنجاب بعد عامين من الزواج، أجرى خلالها في بداياته ثلاث عمليات زراعة، نجح في آخرها بحمل زوجته بثلاثة توأم مات اثنان منهما، وأثمر الثالث طفلة سمّاها منة.

وبعد انقطاع طويل عن المحاولات، حاول من جديد مراراً وتكراراً لمحاولة الإنجاب مرة أخرى، تنقل خلالها لإجراء عمليات زراعة لزوجته بين غزة والقاهرة، وإجراء عمليات حقن مجهري، استغرقت ما يقارب 24 عاماً، لتتحول المحنة إلى منحة والصبر إلى منة، لينجب قبل أيام طفله أحمد وهو يقترب من عقده الخامس من العمر.

شعور بالسعادة لا يوصف داخل البيت، فالفرحة كبيرة والزوار لا يتوقفون، حيث أقام الأب أخيراً حفل مديح نبوي، ابتهاجاً بقدوم مولوده أحمد بعد طول انتظار.

وتقول نائلة زوجة هاني: «رضينا بنصيبنا، ولكن لم نستسلم وعوضنا الله، البيت بلا أطفال حزين، ولكن بعد قدوم طفلتي الأولى، كنت أضربها على قدميها لأستمتع بصوتها».

ويجلس هاني وزوجته نائلة وابنته منة ابنة الـ 13 عاماً، بين مئات الحقن التي استخدمتها نائلة حلال رحلة العلاج من أجل الإنجاب، وآلاف التقارير والروشيتات الطبية، التي لا تزال تحتفظ فيها لتوثق رحلها كفاحها ضد مخطط الاحتلال الذي عمل على عدم إنجابهما منذ القدم.

استنزف هاني أكثر من 150 ألف دولار من أمواله خلال رحلة العلاج الطويلة التي استغرقت 24 عاماً، نتيجة تعرضه للتعذيب على يد جنود الاحتلال، ليتوج هذه الرحلة أخيراً بطفله أحمد، بعد طول انتظار.

وبيّن هاني خلال حديثه لـ«البيان»، أن غزة ينقصه الطواقم المتخصصة في علاج العقم، وأجهزة فحص الأجنة التي أجبرته مراراً وتكراراً للسفر إلى مصر وترك عمله لمتابعة العلاج مع زوجته.

وأكد أن أكبر معاناة للشعب الفلسطيني هو الاحتلال الذي لا يزال جاثماً على الأرض الفلسطينية، والذي تسبب بمعاناة لكافة الفلسطينيين.

Email