حرب مياه على سوريا والعراق وجه جديد للعدوان التركي

تظاهرات في سوريا ضد التدخلات التركية | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مخالفة الأعرافِ والقوانين الدوليّة باتت سِمة ينفردُ بها النظام التركيّ من خلال قطعهِ لمياه نهري دجلة والفرات في كلٍّ من العراق وسوريا، الأمرُ الذي ولّدَ أزمةَ مياهٍ شديدة للسكان هناك، وتداعيات خطيرة لكلا البلدين.

الحكومة التركية توغل عدوانها بالحد من تدفق المياه في نهري الفرات ودجله خلافاً للقوانين الدولية والاتفاقيات التي تحكم توزيع المياه والحصص في حالات الأنهار العابرة للحدود، وذلك بهدف الضغط على سكان حوض النهرين ومحيطهما ودفعهم إلى مغادرتها من جهة وممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية على الحكومة السورية والعراقية، فحرب المياه ليست الأولى، من قبل تركيا التي تتحكم بمنابع مياه الفرات والخابور ودجلة.

وقالت المجلة الألمانية، إنّ مستوى المياه في نهر الفرات قلَّ خلالَ الأسابيعِ الماضية عن مستوياته المُعتادة، لافتةً إلى أنّ الاتفاقيّات الدولية تؤكّد حقَّ سوريا في الحصول على خمسمئة مترٍ مكعبٍ من مياه النهر في الثانية، إلا أنّ سوريا تحصل حالياً على ما يقلُّ عن مئتي متر مكعب في الثانية فقط.

تحذير

وحذّرت صحيفة «دير شبيجل» الألمانية من العواقب المُميتة لنقصِ المياه على السكان في شمال شرق سوريا، موضحةً أن سدّ تشرين يزوّدُ الملايين بالكهرباء، ويقدّرُ إنتاجهُ بثمانمئة ميغا وات من الطاقة الكهربائية، إلا أنّ نقص المياه أدى إلى تراجعها إلى مئتي ميغا وات.

وبحسبِ مراقبين أن النظام التركي يستخدم المياه كسلاحٍ ضدّ شعوب شمال شرق سوريا من خلال التحكّم بها سواء بقطعها لنهر الفرات أو لمياه محطّة علوك في مدينة رأس العين، ولتعزيز احتلالها العسكري للشمال السوري، وأنّه اختارَ فصل الصيف لتنفيذ مخططاته، بحكم الحاجة الكبيرة للمياه في هذا الفصل.

أضرار

في الأثناء، حذرت وزارة الموارد المائية العراقية، أمس، من أضرار وخيمة قد يسببها عدم الاتفاق مع تركيا بملف المياه، كاشفة عن موعد عقد الاجتماع.

وقال الناطق باسم الوزارة عوني ذياب، بحسب الوكالة العراقية الرسمية، إن «رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كلف وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني ممثلاً في المفاوضات بشأن حصص نهري دجلة والفرات مع الجانب التركي».

ملف واسع

وعبر ذياب عن استعداد وزارته للخوض في تلك المفاوضات،لاسيما أنه ملف واسع،ومرتبط بحياة المواطنين، والعراق بأمسّ الحاجة إلى المياه، وعدم التوصل إلى حلّ قد يسبب أضراراً وخيمة.

وأكد أن هناك مؤشرات للتفاوض مع الجانب التركي عبر الدائرة المغلقة،ومن المؤمل عقد اللقاء في الأيام المقبلة.

Email