الكاظمي.. خطوات ثابتة لتكريس إرادة العراقيين

متظاهرون خلال اشتباكات مع قوات الأمن في بغداد | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس من السهل رضوخ الكتل السياسية لفكرة تحديد موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة لعموم العراق، في وقت تخطط تلك الكتل للتسويف والمماطلة، لخشيتها من فقدان ما تبقى لها من رصيد، في البرلمان، بعد خسارتها للشارع العراقي، وخصوصا في مناطق نفوذها وحواضنها التقليدية، كما ليس من السهل اقناع أعضاء البرلمان بانتزاع صلاحياتهم وامتيازاتهم، وحل مجلسهم، الذي جاء من خلال انتخابات مطعون بها، لاسيما ان بعضهم دفع ملايين الدولارات للحصول على المقعد البرلماني.القرار الذي اتخذته حكومة مصطفى الكاظمي، بتحديد يوم 6 يونيو 2021 موعداً للانتخابات المبكرة، وحل البرلمان الحالي، قبلها بشهر، وضع الجميع أمام الأمر الواقع، حسب معظم المراقبين السياسيين، فلا أحد يستطيع الوقوف بوجه إرادة الشارع العراقي، ومن يرفض أو يعرقل تبكير الانتخابات، يضع نفسه في موضع الإدانة، مهما كانت التبريرات.

ضربة معلم

ويقول المحلل السياسي محمد صباح لـ «البيان»، إن الكاظمي وضع القوى السياسية أمام الجمهور بعد تلكؤها في إقرار قانون الانتخابات، وقانون المحكمة الاتحادية، وحل البرلمان بموعد محدد وفقاً لتاريخ موعد الانتخابات المبكرة، وهذه «ضربة معلم» من المستشارين «خارج الصندوق» للكاظمي.ويوضح انه لم يكن هناك توافق سياسي بين المتنفذين في العملية السياسية لطريقة وموعد إجراء الانتخابات، مما دعا الكاظمي لتحديد الموعد لها ووضعهم في زاوية حادة أمام الشارع العراقي الملتهب، وقد تكون القشة التي ستقصم ظهر «جمهورية 2003»، ونسفها من أساسها، منبهاً إلى «خطر رد الفعل أمام زعماء يملكون أجنحة مسلحة خارج سيطرة الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة»، وهذا مجرد احتمال يلوحون به، ويتوعدون من خلاله بحرب أهلية.

إلا أن المحلل السياسي، زيد الزبيدي، يقترب من الاحتمال الأخير، معللاً ذلك لـ«البيان»، بأن الذين يلوحون بالفوضى لا رصيد لهم في الشارع العراقي، وقد فشلت تهديداتهم على ارض الواقع، وثبت أن قوتهم «هوائية»، وان سلاحهم الوحيد هو الضجيج الإعلامي، ولا يمتلكون قوة المواجهة، ما يدفعهم إلى أساليب «الغدر»، وهذه يمكن وضع حد لها، بمزيد من الجدية، لاسيما وان الداعم الإيراني لهم بلغ من الضعف اقصى درجاته، وهو يحاول جاهداً العمل على تخفيف العقوبات المفروضة عليه، وليس تشديدها وتضييق الخناق أكثر.

ويقول الزبيدي، إن من يحاولون عرقلة لانتخابات المبكرة ليس أمامهم سوى الرضوخ للموعد الذي حدده الكاظمي لأنهم لا يمتلكون بديلاً سياسياً عنه. من جانبه، يوضح عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني عماد باجلان «ليس لدينا مشكلة مع الموعد، ولكن يجب أن نعمل على تعديلات مناسبة وإجراءات معينة تضمن عملية انتخابية حرة تلبي مطالب المتظاهرين».

من جانب آخر، يحتدم الجدل في أوساط المدونين والمتظاهرين على مواقع التواصل الاجتماعي حول انتخابات مجلس النواب المقبلة، ويقول بعضهم إن الانتخابات المبكرة تعني المشاركة في عملية الاقتراع والدخول في مسلك السياسة.

Email