جريمة مروعة تهز ولاية جزائرية ثاني أيام العيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن نوادرية وردة (39 عاماً) وهي أم لأربعة أطفال تتصور أن زوجها درارجة عيسى سينفذ تهديده بقتلها بعد أن طالبها بالتنازل عن شقتها من أجل أن يعيد الزواج فيها، وأن تترك عش الزوجية والذهاب إلى بيت والدها، رغم أن الشقة ملك لها اقتنتها من عملها، ولم يكتف الزوج القاتل بأن زوجته آوته طوال 20 سنة، لكن رغبته الجامحة في الزواج ثانيةً بحجة أن وردة لم تعد تلبي رغباته وأنه يبحث عمن هي أصغر سناً، قادت إلى أبشع السيناريوهات في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، إذ أصبح الأطفال الأربعة في لحظة واحدة يتامى الأم، وأب هارب من العدالة.

الواقعة حدثت أول من أمس بعين بن بيضاء إحدى بلديات ولاية قالمة الجزائرية (537 كيلومتراً شرقي العاصمة الجزائرية)، حينما اجتمعت الأم بأطفالها وهي تهيئ لهم الشواء كوجبة غذاء، وفق ما هو متعارف عليه في ثاني أيام العيد، وفجأة يدخل الزوج بعدما كان يقضي أوقاتاً رفقة صديقته التي يرغب بالزواج منها، وفق ما أفاد شهود لـ«البيان»، حاملاً ورقة بين يديه ويطلب من زوجته الإمضاء عليها اتضحت لاحقاً أنها إقرار بالتنازل عن الشقة لصالحه، وهو ما قابلته الضحية بالرفض، وسرعان ما تطور المشهد إلى مشاجرة وضرب وتعنيف، ويلح عيسى على طلبه مهدداً إياها بالقتل، غير أن الزوجة لم تكترث لتهديداته وطلبت من ابنتهما الكبرى (18 عاماً) التصوير كي يكون دليلاً تقدمه للشرطة على تعدي الزوج لها.

في الأثناء، عاود الزوج طلبه بإمضاء الإقرار بالتنازل، لكنها رفضت وهنا قال لها إنه سيخرج وسيعود ببندقية وأمامها خياران لا ثالث لهما، الإمضاء على إقرار التنازل أو الموت، ورغم هذا المشهد المشحون فإن الزوجة لم تكن تتصور أن زوجها فعلاً سيترجم قوله إلى فعل، إلا أنها اتصلت بأسرتها لتبلغهم بما يجري، حيث تقطن عائلتها في بلدية الذرعان التابعة لولاية الطارف التي تبعد عن مسرح الجريمة بنحو 12 كيلومتراً.

على الفور، تحرك شقيقا وردة نحو بيتها غير أن عيسى رجع وطلب من زوجته الإمضاء للمرة الأخيرة، وهي تكرر رفضها، وهنا فقد الزوج أعصابه ليطلق أول رصاصة التي أصابت الزوجة في يدها، وتتوالى الرصاصات الواحدة تلوى الأخرى أمام مرأى أطفالهما الأربعة، ويلوذ الزوج بالفرار ليصل شقيقا الضحية ويجدا شقيقتهما تسبح في دمائها، فيما سارع جمال -وهو شقيق الضحية- للاتصال بالإسعاف، وتم تحويلها إلى مستشفى بوشقوف، غير أن وردة لفظت أنفاسها الأخيرة في بيتها، وفق ما أشارت مصادر لـ«البيان».

وشهدت منطقة برج نام في الذرعان، أمس الأحد، مراسم تشييع وردة إلى مثواها الأخير، وسط حالة ذهول من أقاربها وبكاء وحزن شديد من أبنائها الذين لم يصدقوا ما حدث لاسيما ابنتها الكبرى التي قصّت للحاضرين ما وقع.

وهكذا ترحل الأم وردة ويلوذ الأب بالفرار ويبقى مصير الأطفال الأربعة مجهولاً.

Email