قصة خبرية

محمد الطوس.. 70 عيداً خلف أسوار سجون الاحتلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين حضور العيد وغياب الأحبة في سجون الاحتلال، قصة من الألم لا يمكن أن تصفها كل الكلمات، ليبقى الأسرى الفلسطينيون وذووهم بين مطرقة الحنين وسندان السجان، بحثاً عن أمل هنا وهناك بدعوة مستجابة بأيام فضيلة بتحقيق الفرج لكل الأسرى والأسيرات.

للمرة السبعين يهل العيد على الأسير محمد احمد الطوس من بلدة الجبعة غرب بيت لحم في الضفة المحتلة، ليجده أبياً شامخاً كالأسد في عرينه، بعد أن أمضى في السجون الإسرائيلية 35 عاماً، ليصبح عميداً لأسرى الضفة المحتلة وثالث أقدم أسير فلسطيني على الإطلاق.

اعتقل الطوس بالعام 1985 بعد أن ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بشعة أدت إلى استشهاد رفاق مجموعته الأربعة، فكان الناجي الوحيد، فقيدوه مصابا وجريحا، تنزف الدماء من كل أنحاء جسمه، وانهالوا عليه بالضرب، وتعرض لأبشع صور التعذيب والشبح والتنكيل خلال فترة التحقيق، بتهمة تنفيذ عمليات فدائية ضد الاحتلال مع أفراد مجموعته، إلى أن حكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة، فأطلق عليه الأسرى الفلسطينيون لقب «الشهيد الحي».

ثلاثة عقود ونصف مرت على الأسير ومازالت صورة أطفاله الثلاثة مرسومة في مخيلته، أكبرهم شادي ولم يتجاوز عمره يوم اعتقاله ثلاثة أعوام، فداء عام ونصف، أما أصغرهم ثائر فكان رضيعاً لم يمض على ولادته 11 يوماً، فعمره من عمر والده النضالي، كبر الولدان وصارا والدين، وكبرت فداء وصارت أماً، وصار الأب جداً ومازال يعيش في ذات القيود وذات السجن مع فارق الزمن والألم.

أما آمنة الطوس زوجة الأسير فقد توفيت بالعام 2015، اثر جلطة دماغية، أصيبت بها بعد أن تلقت نبأ عدم وجود اسم زوجها ضمن قوائم الافراجات التي تمت في إطار المفاوضات عام 2013، ودخلت على إثرها في غيبوبة استمرت عاماً ونصف إلى أن توفيت.

عيدنا يوم حريته

في العيد نعيش الحزن مضاعفاً، ولا نشعر بأي معنى للفرح والسعادة، رغم اعتزازنا ببطولات وتضحيات الوالد، إلا أن غيابه ترك فراغاً كبيراً في حياة العائلة، يقول ثائر نجل الأسير لـ«البيان»، ويتابع: «كل مناسباتنا السعيدة حتى زواجنا لم تدخل أدنى مشاعر الفرح في قلوبنا، فعيدنا يوم حريته».

Email