الانفلات الأمني في غرب ليبيا.. التصفيات تطال المدنيين والمهاجرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه غرب ليبيا الخاضع لسيطرة الميليشيات المدعومة من تركيا حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني والتصفيات الجسدية ضد مسلحين ومدنيين محليين ومهاجرين غير شرعيين.

وأعلن مقتل رئيس عرفاء بمديرية أمن مصراتة (250 كلم شرق طرابلس) بعد تعرضه لطعنات عدة بآلة حادة ورمي جثته على شاطئ المدينة، فيما أقدم مسلحون ملثمون كانوا يمتطون سيارة معتمة على تصفية مسؤول سابق عن جهاز الشرطة الزراعية، يعمل حالياً تاجر عقارات في منطقة عين زارة في العاصمة طرابلس، عندما أطلقوا عليه النار وأردوه قتيلاً.

وكشفت مصادر أمنية أن خلافاً بين عناصر ميليشيات أدت يوم الثلاثاء الماضي إلى تصفية مسلحين اثنين رمياً بالرصاص بأحد شوارع مدينة الزاوية (50 كلم غرب طرابلس)، التي تعيش منذ أشهر على تصفية الحسابات بين الجماعات المسلحة المتنافسة على بسط نفوذها على المدينة.

كما أكدت المصادر أن أحد ضباط وزارة داخلية الوفاق ويدعى أسامة دويب تعرض للاغتيال الخميس الماضي، في إطار سلسلة التصفيات التي تطال العناصر الأمنية.

وفي الأثناء لا يزال مصير المفقودين يثير اهتمام المجتمع الدولي، حيث طالب سفير هولندا لدى ليبيا لارس تومرز، بضرورة المساءلة، وكشف الحقيقة بشأن عشرة آلاف مفقود في ليبيا.

وأوضح تومرز، في «تغريدة» له عبر حسابه على «تويتر»، أن مجموعة عمل برلين برئاسة وزارتي الخارجية الهولندية والسويسرية والبعثة الأممية لدعم ليبيا، ناقشت أهمية قضايا الأشخاص المفقودين، مبيناً أن عدد الليبيين المفقودين يقدر بنحو عشرة آلاف، وتابع قائلاً: «هذا يتطلب استجابة تضمن المساءلة والحقيقة، ووقف دورة أخرى من العنف والانتقام».

وعلى صعيد متصل، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أول من أمس، أن ثلاثة مهاجرين سودانيين قتلوا بالرصاص ليل الاثنين- الثلاثاء في نقطة إنزال على الساحل الليبي مطالبة بـ«فتح تحقيق» في الحادث.

وقالت في بيان: «تدين المفوضية العليا الحادث المأساوي، الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص وتطالب بفتح تحقيق عاجل إثر إطلاق النار عند نقطة إنزال الخمس في ليبيا الليلة الماضية بعد اعتراض خفر السواحل الليبيين زورقاً». وأوضح البيان أن إطلاق النار حصل بعد إنزال أكثر من سبعين شخصاً.

من جانبها أكدت منظمة الهجرة الدولية في بيان أن «خفر السواحل الليبي قتل ثلاثة مهاجرين سودانيين أثناء محاولتهم الهرب، بعد إعادة قاربهم إلى ميناء مدينة الخمس».

واعتبر فنسنت كوشيتيل، المبعوث الخاص لمفوضية اللاجئين لشؤون وسط البحر الأبيض المتوسط، بحسب البيان، أن الحادث يؤكد (بشكل صارخ بأن ليبيا ليست ميناء آمناً للنزول)، مشيراً إلى أن هناك حاجة لرفع مستوى قدرة البحث والإنقاذ في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك سفن المنظمات غير الحكومية، من أجل زيادة احتمال عمليات الإنقاذ، التي تؤدي إلى النزول في موانئ آمنة خارج ليبيا، كما أن هناك حاجة لمزيد من التضامن بين الدول الساحلية المتوسطية.

ودعت عضو مجلس النواب الإيطالي، لاورا بولدريني الحكومة لإحاطة البرلمان، بشأن مقتل المهاجرين السودانيين على يد خفر السواحل الليبي.

Email