لبنان.. «كورونا» يعود بقوة والحكومة تلوم الشعب

اللبنانيون يواجهون انتشار «كورونا» وتردي الوضع المعيشي | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع تفلّت الانتشار الوبائي لـ«كورونا» في لبنان بشكل يصعب السيطرة عليه، إذ بدت الساعات الأخيرة أشبه بعدّاد مشؤوم للإصابات التي توزّعت في كلّ الاتجاهات، لا يزال سلاح الدولة والحكومة الوحيد إلقاء المسؤوليّة بالكامل على المواطنين وتوبيخهم وتقريعهم لإهمالهم الإجراءات الوقائيّة الحتميّة لحماية أنفسهم من الإصابات، وذلك من دون أن تتخذ أيّ إجراءات حاسمة وصارمة فوريّة لمنع الأسوأ.بدأ الهلع من انتشار الفيروس بالسيطرة على أوساط وقطاعات مختلفة. فإنْ كان ارتفاع الإصابات اليوميّة بات أمراً مسلمّاً به، بدأت الأزمة بالظهور من خلال زحمة المستشفيات وأسرّتها، وزحمة الفحوص الطارئة في المستشفيات.

هلع وترقّب

وفيما أصبح الهلع سيّد المواقف، بعدما دخل الفيروس تاجاً على بيوت ومنتجعات ومقار رسميّة، مصدّقاً بشهادة الخارجية، رسمت هذه الحمى المخيفة في تمدّد «كورونا» علامات الغموض حول الخطوات التي يُفترض أن تسارع الحكومة إلى فرضْها، على شكل إقفال مؤقّت شامل أو إقفال للكثير من القطاعات التي تشكّل مسبّبات أكثر من سواها لتمدّد الوباء. ولعلّ ما أثار الاستغراب الواسع أنّ مواجهة التطوّرات المخيفة اقتصرت على مواقف منذِرة ومحذِّرة ومنبِّهة لوزيرَي الصحّة والداخلية، من دون أن تقترن برسْم خارطة المواجهة العمليّة المقبلة.

أمّا التحذيرات الفائقة الأهمية، فجاءت على لسان المسؤولة الأكثر جديّة منذ بدء أزمة تفشي «كورونا»، مستشارة رئيس الحكومة حسّان دياب للشؤون الطبيّة بترا خوري، والتي أشارت إلى أنّ «كوفيد- 19 يضرب مجتمعنا بقوّة، وبخاصة من هم بعمر الشباب بين العاشرة والتاسعة عشرة، سنبدأ قريباً برؤية مشاهد مروّعة في مستشفياتنا مثل باقي البلدان». وعلى هذه الوتيرة، توقعت خوري أن تمتلئ أسرّة العناية الفائقة بحلول منتصف أغسطس المقبل.

وعلى قدر التهديد الذي ينشره فيروس «كورونا» بين اللبنانيّين، ارتفع منسوب التساؤلات عمّا إذا كان لبنان يملك مقوّمات الصمود أمام الجائحة التي بدأت تجتاح الصغير كما الكبير. وهذا التحدّي الصعب المطروح، حسب القراءات المتعدّدة، مرتبط بمستويين: الإقرار بأنّ اللبنانيّين ارتاحوا إلى كسْبهم المعركة الأولى ضد «الكورونا» فظنّوا أنّهم ربحوا الحرب، لكنّ ما يحصل اليوم بدّد اعتقادهم الخاطئ. وفي المستوى الثاني، تبدو الدولة كأنّها تعيش على أمجادها الماضية في معركتها ضدّ «كورونا»، كما تبدو كأنّها فضّلت البعْد الاقتصادي على البعد الصحّي.

اجتماع

علمت «البيان» أنّ مسألة تفشّي وباء «كورونا» في القرى والبلدات اللبنانية ستحضر على طاولة مجلس الوزراء غداً الثلاثاء وتم استبعاد أن تتجه الدولة إلى ما يعرف بالإقفال، لأسباب تتعلق بالوضع الاقتصادي ومجيء اللبنانيّين وغير اللبنانيّين في الخارج لقضاء موسم الصيف وإدخال العملات الأجنبيّة.

Email