ترامب والسيسي يبحثان الأزمة في ليبيا

برلمان مصر يفوّض الجيش بمهام قتالية في الخارج

ت + ت - الحجم الطبيعي

منح البرلمان المصري، أمس، تفويضه وموافقته على تدخل الجيش لحماية الأمن القومي المصري، في جلسة سرية عقدها على خلفية الأوضاع في ليبيا، تزامناً مع توافق مصري أمريكي على تثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا.

وذكرت مصادر أن البرلمان المصري منح في جلسة مغلقة تفويضه وموافقته على تدخل القوات المسلحة المصرية لحماية الأمن القومي المصري على خلفية الأوضاع في ليبيا.

وقالت إن مجلس النواب وافق خلال الجلسة، على تفويض الرئيس عبدالفتاح السيسي، في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأمن القومي. ووافق البرلمان المصري على إرسال عناصر من الجيش في مهام قتالية خارج حدود الدولة، لأجل الدفاع عن الأمن القومي للبلاد، ضد أعمال الميليشيات وعناصر الإرهاب الأجنبية.

وقال البرلمان في بيان، إن مصر على مر تاريخها أمة داعية للسلام، لكنها لا تقبل التعدي عليها أو التفريط في حقوقها. وأضاف أن الجيش مفوض بالدفاع عن الأمن القومي ضد أعمال الميليشيات والعناصر الإرهابية الأجنبية. وتابع البيان بالقول «للجيش الرخصة الدستورية لتحديد زمان ومكان الرد على الأخطار».

مباحثات ثنائية

يأتي هذا في وقت أجرى فيه الرئيس المصري مباحثات مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، حول مستجدات الأزمة الليبية.

وأعلنت الرئاسة المصرية، أنه تم التوافق بين الرئيسين على تثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا، وعدم التصعيد تمهيداً للبدء في تفعيل الحوار والحلول السياسية. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن السيسي استعرض موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه القضية الليبية. من جهة أخرى ذكر راضي أن الاتصال تناول كذلك تبادل الرؤى بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة الإثيوبي.

بدوره، أكد الجيش الليبي، أمس، جاهزية القوات المسلحة لصد أي هجوم تركي على سرت والجفرة.

وفي الوقت الذي تقرع فيه طبول الحرب من قبل الميليشيات والمرتزقة، قالت مصادر دبلوماسية بالعاصمة التونسية لـ«البيان»، إن تركيا لن تحاول الهجوم على منطقتي سرت والجفرة، لأنها لن تجرؤ على خوض حرب إقليمية مع مصر على الأراضي الليبية.

وأضافت أن تحذيرات السيسي ورسمه الخط الأحمر حول المنطقتين، واستعدادات القوات المسلحة المصرية لدعم الجيش الليبي، أطاحت بخطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للهجوم على سرت والجفرة بهدف السيطرة على منابع الثروة النفطية، وخاصة في منطقة الهلال النفطي.

كما طرحت إمكانية خلط الأوراق من جديد بشكل متسارع يؤدي إلى تغيير في الوضع الحالي بغرب البلاد لفائدة الجيش الليبي، مؤكدة أن تغير موازين القوى في ليبيا والمنطقة بعثرت أوراق أردوغان على مشارف سرت والجفرة.

رفض شعبي

وتابعت المصادر أن النظام التركي لا يمكن أن يتحمل أية خسائر عسكرية جديدة، خصوصاً وأن هناك رفضاً شعبياً في بلاده للتدخل المباشر في ليبيا، لافتة إلى أن أردوغان خطط منذ البداية لتحقيق مكاسب في ليبيا دون خسائر، وذلك من خلال الاعتماد على مرتزقة أجانب.

تفهم دولي

وأبرزت المصادر أن هناك تفهماً إقليمياً ودولياً لموقف مصر المدافع عن أمنها القومي من داخل العمق الليبي، وهو ما لا تستطيع تركيا نكرانه، وهي التي تتدخل في سوريا والعراق. وتابعت أن هناك مخاوف لدى أردوغان من تمرد الجيش التركي ورفضه التدخل المباشر في ليبيا، وهو ما جعله يعتمد على المرتزقة.

Email